نتوخى من هذا الكتاب المساهمة في النقاش السياسي الدائر الآن في المغرب حول حركية المشهد الحزبي.إن الحزب السياسي حسب مفهوم علم السياسة المتعارف عليه كونيا هو ذلك التنظيم السياسي الذي يهدف إلى الوصول إلى السلطة أو ممارستها بغية تنفيذ برنامج معين. فهل لذينا أحزاب في تكوينها وطبيعتها وممارستها مطابقة لمفهوم الحزب في اللغة السياسية؟إن ...
قراءة الكل
نتوخى من هذا الكتاب المساهمة في النقاش السياسي الدائر الآن في المغرب حول حركية المشهد الحزبي.إن الحزب السياسي حسب مفهوم علم السياسة المتعارف عليه كونيا هو ذلك التنظيم السياسي الذي يهدف إلى الوصول إلى السلطة أو ممارستها بغية تنفيذ برنامج معين. فهل لذينا أحزاب في تكوينها وطبيعتها وممارستها مطابقة لمفهوم الحزب في اللغة السياسية؟إن الأحزاب السياسية بالمغرب تعاني اليوم أزمة هوية، وتعيش مدجنة بدون قضايا وبدون قواعد، وقد فشلت فشلا ذريعا في مواكبة التطور الحاصل في المجتمع، فأغلب القضايا المصيرية المرتبطة بالشعب تتداول في مراكز صنع القرار وهيئات المجتمع المدني، فيما تبقى الأحزاب غارقة في التفاوض حول الحقائب الوزارية والأغراض الإنتخابوية. إن ما هو مطلوب هو بناء هياكل حزبية جديدة متشبعة بالروح الديمقراطية والانفتاح والعقلانية وطرح المشاكل الحقيقية التي تهم حياة الشعب المغربي، لأن المغرب الجديد في حاجة إلى أحزاب قوية بقيادات ذات مصداقية منتخبة ديمقراطيا، كما أن ترسيخ الديمقراطية لن يكتمل إلا بوجود أحزاب سياسية قوية كما قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب سامي بمناسبة الذكرى الرابعة لتربعه على العرش.