أصبحت ظاهرة السحر، إلى جانب ظاهرات غيبية أخرى، محور علم جديد يطلق عليه، ما وراء النفس . ونحن كباحثي علم الاجتماع ليس علينا أن نحكم على الظواهر، ونقيمها، وإنما علينا تقرير الحقائق المتعلقة بها ؟، وتحليلها، وتفسيرها، لذلك فإن أى مؤلف علمى يبدأ الحكم عليها بأنها من قبيل الدجل والأساطيل، يصبح غير علمى، لأنه وقع فى خطأ حكم مسبق على ه...
قراءة الكل
أصبحت ظاهرة السحر، إلى جانب ظاهرات غيبية أخرى، محور علم جديد يطلق عليه، ما وراء النفس . ونحن كباحثي علم الاجتماع ليس علينا أن نحكم على الظواهر، ونقيمها، وإنما علينا تقرير الحقائق المتعلقة بها ؟، وتحليلها، وتفسيرها، لذلك فإن أى مؤلف علمى يبدأ الحكم عليها بأنها من قبيل الدجل والأساطيل، يصبح غير علمى، لأنه وقع فى خطأ حكم مسبق على هذه الظواهر . وعلاقة الناس بالسحر علاقة قديمة جداً، ترجع في قدمها إلى الأيام الأولى التـي وجد فيها الإنسان على وجه الأرض، حين انتابته المخاوف من ظلمة الليل، ومن وحشة المكان ومن قسوة الطبيعة وصراعه من أجل البقاء، كما أن السحر قديم قدم الأطماع البشرية المتمثلة في الغيرة والحسد وحب السيطرة والانتقام. والجديد في هذا الكتاب، هو المعالجة الاجتماعية الثقافية لظاهرة السحر الغيبية. وهو اجتهاد مستحدث فى المكتبة العربية يختلف عن الاجتهادات التقليدية الأخرى، سواء التاريخى منها، أو الدينى، أو الأنثروبولوجى، وإن لم يغفل أى من هذه الأبعاد، والواقع أ، ميدان الناس والسحر، يشهد المزيد من الممارسين المتخصصين، والمترددين عليهم وذلك كما تدلنا الإحصاءات المعاصرة فى واقع بعض الدراسات، وكما تنبئنا وسائل الإعلام المختلفة من مقروءة، ومسموعة، ومرئية، وقد يظن البعض أن هذا الميدان ينحصر شيئا فشيئا، بحكم منطق التعبير والتنمية، وزيادة الوعى، لكن الأمر فى حقيقته غير ذلك . الكتاب يشتمل على جهد متميز، مخلص لدراسة السحر، وعلى بحث ميدانى فى مدينة القاهرة عن المشتغلين بالسحر، والمترددين عليهم، وبه أول خريطة سحرية، وهو يعطينا صورة لما وصلت إليه هذه الظواهر حتى الآن .