يحمل هذا الكتاب اسم سيكولوجية التعلم والتعليم، ويتناول عددا من الوحدات التي تركزت جميعها على التعلم وما يرتبط به. بمعنى أن المؤلف قد اهتم بشكل خاص بموضوع التعلم وأهميته للفرد وللجماعة سواء كانوا معلمين أو متعلمين.وإذا تأملت حياة الواحد منا، فانك تجد أن التعلم يشكل مكانا مهماً فيها على نحو مستمر عبر مراحل العمر المختلفة. فالطفل ي...
قراءة الكل
يحمل هذا الكتاب اسم سيكولوجية التعلم والتعليم، ويتناول عددا من الوحدات التي تركزت جميعها على التعلم وما يرتبط به. بمعنى أن المؤلف قد اهتم بشكل خاص بموضوع التعلم وأهميته للفرد وللجماعة سواء كانوا معلمين أو متعلمين.وإذا تأملت حياة الواحد منا، فانك تجد أن التعلم يشكل مكانا مهماً فيها على نحو مستمر عبر مراحل العمر المختلفة. فالطفل يولد مزودا بعدد قليل من الأفعال المنعكسة كالمص، والبلع في أثناء الرضاعة، والبكاء، وحركات اليدين، والقدمين، وعمليات الاخراج. وكل هذه الأفعال موروثة لديه وليست مكتسبة. ولكن لا يلبث الطفل أن يتعلم الكثير من الحركات وأنواع السلوك المختلفة، البسيط منها والمركب عبر مراحل عمره التالية.لقد مررنا جميعا بتلك المراحل من العمر، تعلم كل واحد منا اللغة والعادات والميول والاتجاهات والقيم والمهارات والفنون والحرف والعلوم المختلفة. وفي تعلمنا هذا لم نتعلم فقط الأشياء الصحيحة أو المرغوب فيها، ولكن قد نتعلم عادات غير مرغوب فيها من قبل الجماعة بل وقد نتعلم أنماطا من السلوك بشكل لا ارادي. وحين دخلنا المدرسة تعلمنا الكثير من جوانب السلوك الذي كان يحدثه المعلم أمامنا في المدرسة أو الأقران.قد يتعلم الواحد منا كثيرا من العادات والسمات السوية أو غير السوية دون حيلة له في ذلك. وربما تكون الظروف الاجتماعية المحيطة به سببا في تعلمه أنماط السلوك هذه وربما تكون هناك أسباب غير تلك الظروف. لكننا نتعلم جميعا وبصور وأساليب مختلفة.وبالنظر للأهمية الكبيرة للتعلم في حياتنا جميعا فقد عنى علماء النفس عناية كبيرة بدراسة عملية التعلم دراسة علمية تجريبية وأدت بحوثهم إلى اكتشاف أهم مبادئ التعلم التي سوف ندرسها لاحقا في هذا المؤلف. وسوف نتعرف على كثير من الأساليب التي يمكننا من خلالها تعليم أبنائنا وبناتنا السلوك السوي المرغوب فيه ونحسن من أداء اتهم في عملية التعلم.ولاشك بأن كل طالب يواجه في مسيرته الحياتية الكثير من المشكلات المختلفة في طبيعتها وعناصرها والأطراف المشاركة فيها. ولذا، فانه يسعى دائما إلى اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات المناسبة التي تمكنه من مواجهة التحديات وحل المشكلات المرتبطة بها. سواء أكانت مشكلات معرفية أدرا كية، أم اجتماعية، أم وجدانية قيمية. أم عملية تتصل بالمهارات الحركية التي يطلب إليه أداؤها .إن الاهتمام بحل مشكلات الطلبة له أثره المباشر في المكونات الأخرى للعملية التعليمية التعلمية: الأهداف، المحتوى، الأساليب والأنشطة. وبالتالي، التأثير على الطالب الذي يمثل محور العملية التعليمية وهدفها الأساسي.ولقد رأى الباحث أن يضمن كتابه هذا اثنتي عشرة وحدة تتحدث في مضمونها عن التعلم بكل صوره وأشكاله ومحتوياته. ويجد القارئ العزيز فيما يلي مضمون كل وحدة من وحدات الكتاب على النحو التالي: أولا: ينطلق هذا المؤلف من الأرضية أو الإطار العام لتبيان التعلم ونشأته وأثره وأهميته، ولذا، فان الوحدة الأولى منه سوف تشتمل على عدد من المفاهيم الأساسية التي تتعلق بكل من:بعض ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة، تشير إلى التعلم وطبيعته وطرقه.نشأة علم نفس التعلم وتطوره، وأهمية دراسة التعلم، وأهدافه وموضوعاته تعريف التعلم، وخصائصه وأنواعه، أنواع التعلم، والموقف التعليمي، وكيفية دراسة عملية التعلم، وتجاربه. وأساليب قياس التعلم، ومنحنياته. ثانيا: ويشتمل الحديث عن الأسس الفيزيولوجية لتشكيل السلوك الإنساني ثلاثة أبعاد رئيسة تتمثل في الآتي:الميكانزمات الفيزيولوجية الرئيسة المسؤولة عن تشكيل السلوك وتتشكل هذه الميكانزمات من: ميكانزمات الاستقبال: وتتمثل في المستقبلات الحسية بأعضاء الحس. وميكانزمات التوصيل: وتتمثل في الجهاز العصبي. وميكانزمات الاستجابة: وتتمثل في العضلات بنوعيها: العضلات الهيكلية, والعضلات الرخوية, والغدد بأنواعها المختلفة.الوراثة: وفيها نستعرض المحدد الوراثي والمورث كدعائم رئيسة لتشكيل السلوك.النضج: وفيها يتم توضيح كيف يفرض النمو التدريجي للجهاز العصبي قيودا على السلوك في المراحل الارتقائية التي يمر بها الإنسان أو أنواع الكائنات الأخرى.ثالثا: وتتضمن الوحدة الثالثة من هذا المؤلف: التعريف بالأهداف التربوية، ومستوياتها وأبعادها، المشكلات التي تواجه المعلمين في تحديد الأهداف التربوية، دور الأهداف التربوية في العملية التعليمية التعلمية، معايير صياغة الأهداف التربوية. وخطوات كتابة الهدف التربوي، ومصادر اشتقاقها وتصنيفها. ثم وجهات نظر حول استخدام الأهداف التربوية في عملية التدريس، مقترحات للتدريس باستخدام الأهداف التربويةرابعا: وللشخصية الإنسانية مظاهر متعددة. بحيث يمكن تمييز المظاهر التالية من بينها: الفروق الفردية: وهي تشير إلى تحديد الصفة التي نريد دراستها نفسية كانت أم جسمية أو غير ذلك.القدرات العقلية للفرد: والنظريات المفسرة لها، وكيفية قياس الذكاء والاختبارات التي يمكن استخدامها في ذلك.الميول: وهي تشير إلى محاولات الفرد البحث عن نشاطات محددة والمشاركة فيها.الاتجاهات: وهي تتصل بنزعات الفرد لأن يحبذ جماعات معينة من الأفراد أو الأفكار. أو المؤسسات الاجتماعية أو يرفضها .القيم: وهي تشير إلى الأفكار التي تحدد ما هو حسن مقبول وما هو سيئ مرفوض وهي متفق عليها بين غالبية أعضاء المجتمع ويولونها احتراما عميقا. بل يحرصون على استمرارها وتوارثها عبر الأجيال المتعاقبة.خامسا: والتعلم كما ترى عملية أساسية تحدث في حياتنا باستمرار نتيجة احتكاكنا بالبيئة الخارجية واكتسابنا أساليب سلوكية جديدة تساعدنا على زيادة التكيف مع البيئة وملاءمة أنفسنا لما تتطلبها، وعليه فان الوحدة الخامسة تشتمل على: تعريف الدافعية: والمفاهيم ذات العلاقة بها، والعلاقة بين الدوافع والعادات. أثر الدافعية في التعلم: وظيفة الدافعية واستخداماتها في التعلم الصفي. خصائص الدوافع، وقوتها، ومدى تأثيرها على الأفراد، والدوافع المركبة. تصنيف الدوافع: من فيزيولوجية وسيكولوجية. النظريات المفسرة للدافعية: نظريات: الحافز، والجذب، والاستثارة الوجدانية، والنظريات المعرفية، والانسانية. وظائف الدوافع وأبعادها: قياس الدافعية وأدواتها.سادسا: وتشتمل الوحدة السادسة على مجموعة العمليات العقلية المعرفية في التعلم والتي تشكل في مجملها تنظيما معرفيا في التعلم وهي:الإحساس: وقد تم عرضها في الوحدة الثانية من هذا المؤلف على اعتبار أنها المسؤولة عن استقبال المعلومات عند الفرد.الانتباه: من حيث تعريفه ، وطبيعته وأنواعه والعوامل المؤثرة فيه.الإدراك الحسي: وتعريفه، وثباته، وقوانين التنظيم الادراكي، وعدد من الخداعات الادراكية البصرية.التفكير: معناه، ودلالاته، وأهميته، وعناصره وأدواته. أنواع الرموز التي يستخدمها الإنسان في تفكيره، خصائص عملية التفكير،والعمليات العقلية فيه، أنواع التفكير الإنساني، تعليم مهارات التفكير، وكيفية حل المشكلات، والتفكير الابداعي.التذكر: تعريفه، وعلاقته بالتعلم، مراحله وخطواته. العمليات العقلية في الذاكرة، وطرق قياسها، أنواع الذاكرة، والعوامل المؤثرة فيها.النسيان: معناه، العوامل المؤثرة فيه، ونظرياتهسابعا: ونظرا لما للتعلم من أهمية بالغة وشمولية تمتد إلى معظم المواقف والى معظم أنماط السلوك. فقد بذل العلماء جهدا كبيرا في محاولتهم تفسير عملية التعلم عند الإنسان واشتهر من هؤلاء العلماء: ثورندايك، بافلوف، جاثري، سكنر، هل، كوهلر، ليفين، تولمان، باندورا وغيرهم كثير من العلماء الذين بحثوا في مجال التعلم فدرسوه في أبسط صوره على أساس الاعتقاد بأن مبادئ التعلم تنطبق غالبا على كل مواقف التعلم. وقد بذلت جهود عديدة في مجا ل اكتشاف مبادئ التعلم وقوانينه. ونتج عن هذا عدد من الإطارات النظرية التي حاولت تفسير التعلم. ومعظم هذه الإطارات النظرية يكمل بعضها بعضاً . لأن بعض عمليات التعلم التي لا تفسرها إحدى النظريات تحاول النظرية الأخرى تفسيرها. ويمكن أن تندرج نظريات تفسير التعلم ضمن ثلاثة نماذج رئيسية لتفسير عملية التعلم هي:نماذج تفسير التعلم الارتباطية: ويندرج تحت هذا العنوان: النظريات الاشتراطية الكلاسيكية وتشتمل على نظريتي بافلوف وواطسون، والنظريات الاشتراطية الوسيلية: وتشتمل على نظريات كل من: ثورندايك، وجاثري، وسكنر، وهل.نماذج تفسير التعلم المجالية: وتشتمل على نظريات كل من: الجشطالت، وليفين، وتولمان.نماذج تفسير التعلم الاجتماعية: وتشتمل على تظريتي دولارد وميللر وباندورا في التعلم الاجتماعي.ثامنا: وتلعب مفاهيم الفرد دورا رئيسا في كيفية إدراكه وتنظيمه للأشياء الموجودة من حوله. وهي بمثابة قوانين تحدد الكيفية في الإدراك والتنظيم بحيث تصبح جزءا من خبرته. ويعتبر اكتساب المفاهيم خلال العملية التعليمية أمرا ضروريا. فكل تلميذ يجب أن يحصل على عدة مفاهيم وصور ذهنية مما يدور حوله في الحياة حتى تصبح العملية التعليمية ذات معنى. ولقد أشار الباحثون إلي عدد من النماذج التعليمية التي ظهرت لمساعدة التلاميذ على تعلم المفاهيم تمثلت في خمس مجموعات من النماذج التعليمية هي على النحو التالي :النماذج التعليمية القائمة على عمليات معالجة المعلومات : وقد صممت هذه النماذج خصيصا للتأثير في معالجة المعلومات والبيانات. فالمدرسة تعنى أساسا بنقل المعلومات. ولأن المعلومات وسيلة مهمة لتحقيق أهداف التربية. ولكل نموذج من نماذج التعليم القائمة على معالجة المعلومات نظرته المميزة حول كيف يفكر الناس، وكيف يمكن التأثير على طرائقهم في التعامل مع المعلومات. وبعض هذه النماذج يركز على الجوانب الضيقة لمعالجة المعلومات كالحفظ الآلي أو الاستقراء . نماذج التعليم الفردية : وتهتم هذه النماذج بتطوير القدرات الفردية والزمرية وتقوم على التخطيط الجيد للتعليم بشكل ييسر على المتعلم متابعة تعلمه الذاتي وشق طريقه بنفسه .نماذج التعليم السلوكية: وتستند هذه النماذج في طرائقها ومحتواها على النظريات السلوكية في التعليم والتعلمالنماذج التعليمية الموجهة نحو التفاعل الاجتماعي : وتمثل النماذج التعليمية الموجهة نحو التفاعل الاجتماعي مجموعتين فرعيتين ظهرتا بسبب اختلاف في وجهات النظر حول التوجه الاجتماعي.النموذج التعليمي العام : يتحدث عن وجهة نظر جانييه في التعليم. محددا عددا من المتغيرات الأساسية للتعليم. اعتقادا منه أن الالتفات إليها ومراعاتها في أثناء عملية التعليم يمكن أن تحقق تعلما جيدا وفعالا.تاسعا: ولقد استحوذ موضوع التعلم الذاتي اهتمام العديد من رجالات التربية والتعليم في عصرنا الحاضر. بالنظر إلى الاهتمام المتزايد من قبل الباحثين والمنظرين للفروق الفردية عند المتعلمين إيمانا منهم بأن المتعلم فرد فريد ومتميز وان التعلم عملية فردية. ونتيجة لهذا الاتجاه الجديد ظهرت طرق تعليم حديثة نقلت العملية التعليمية من المادة الدراسية والاعتماد على المعلم إلى عملية تعلمية اهتمت بالمتعلم الذي اعتبر في هذه الحالة مركزا للفعاليات المنظمة التي تهدف إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية التعلمية. وأن التعلم في هذه الحالة يكون أكثر قابلية للفهم، وأكثر مقاومة للنسيان. إضافة إلى أنها تساعد المتعلم على التعلم الذاتي. وتمكنه من اكتساب استراتيجية التفكير وتنظيم طرق متنوعة خاصة به تحقق الأهداف التعليمية المأمولة. وعليه، فقد اشتملت الوحدة على كل من:التعلم الذاتي: من حيث: مفهوم التعلم الذاتي، وسماته، ومبادؤه، ومبرراته، ومهاراته، واستراتيجياته وممارساته.الحقائب التعليمية: من حيث: تعريفها، خصائصها، دورها في تفعيل عملية التعلم، فوائدها، عناصرهاعاشرا: يعتبر المعلم عنصرا أساسيا ومهماً في العملية التعليمية التعلمية . وتلعب الخصائص المعرفية والانفعالية التي يتميز بها دورا بارزا في فعالية هذه العملية باعتبارها تشكل أحد المدخلات التربوية الهامة التي تؤثر بشكل أو بآخر في الناتج التحصيلي على كل المستويات المختلفة من معرفية ونفسية وأدائية وانفعالية عاطفية والمعلم الناجح هو ذلك المعلم القادر على أداء دوره بكل فعالية واقتدار. وتشتمل الوحدة العاشرة على كل من:خصائص المعلم ومهاراته في التعامل مع التلاميذ: وقد تضمن هذا البند، مفهوم إدارة الصف، محكات التعلم الفعال، خصائص معلم الصف، كفايات المعلم الناجح، المعلم والملاحظة الدقيقة داخل الصف. المعلم ومهارات التواصل الصفي، العلاقات الإنسانية، التفاعل اللفظي، استخدام الأسئلة، والتفاعل الاجتماعي.أدوار المعلم ومسؤولياته ومهامه: من حيث: المعلم والتنمية الشاملة للمتعلم، دور المعلم في تنظيم عملية التعلم، والعوامل المؤثرة في أداء المعلمين لعملية التعلم.حادي عشر: كثيرا ما يحدث جدال بين التربويين حول محتويات المنهاج المدرسي حيث يعتقد بعضهم أن عددا من المواد الدراسية كالأدب والتاريخ جديرة بالدراسة بينما يراها الآخرون أنها غير ذات أهمية في حياة الطالب ومن ثم فهي ليست جديرة بالاهتمام . ويشير طرف ثالث إلى ان المناهج الدراسية يجب أن تكون داعمة لدراسة المشكلات التي قد يقع فيها الكبار في المستقبل. ومن هنا تبرز مشكلة دراسة انتقال أثر التعلم. فالتعلم كما عرفت عملية تراكمية مستمرة يتأثر فيها التعلم الجديد بالتعليم السابق والواحد منا لا يطور خبراته الجديدة انطلاقا من العدم. وانما يطور خبراته في ضوء ما يمتلك من معارف وخبرات على نحو فعلي في ضوء تعلمه السابق. لذلك، فقد اشتملت هذه الوحدة على كل من: مفهوم انتقال أثر التعلم، وأشكاله، وطرق قياس انتقال أثر التعلم، وأبعاده. العوامل التي تساعد على انتقال اثر التعلم، وكيف يحدث الانتقال والنظريات المفسرة له.ثاني عشر: والتقويم عملية لازمة وضرورية لأي عمل أو جهد نتيجة لتغاير الأفراد أو عدم تجانسهم في جميع المجالات التي تؤثر على تكيفهم مع أنفسهم ومع البيئة. ان عملية تقويم التعلم ضرورية لجميع الأفراد. ويجب أن تكون متواصلة وشاملة لكي تؤدي وظيفتها على أكمل وجه في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة. ولذلك، فان هذه الوحدة تجيب على التساؤلات الرئيسية التالية:ما هو التقويم ؟ وما خصائصه، وأهدافه، وخطواته، وأدواته؟كيف تبني اختبارا تحصيليا جيدا وما مواصفات الاختبار التحصيلي الجيد؟