كم تشبهنا فلسطينأحب بلادي فلسطين أكثر؛ لأنها بلادك أيضاًفلسطين ليست بلاداً وشعباً واحتلالاً، هي محض فكرة لطيفة، أو عبث لغوي أو وجودي، من اختراع مشاغباتنا، وثرثراتنا، ومللنا، بينما كنا عائدين إلى غاباتنا من الجبال القريبة.أنام كل ليلة قرب جسدين غريبين: جسدك المفرط في كبريائه، وجسد فلسطين المفرط في دمه.تحيرني شامات جسدك؛ فهي تتحرك...
قراءة الكل
كم تشبهنا فلسطينأحب بلادي فلسطين أكثر؛ لأنها بلادك أيضاًفلسطين ليست بلاداً وشعباً واحتلالاً، هي محض فكرة لطيفة، أو عبث لغوي أو وجودي، من اختراع مشاغباتنا، وثرثراتنا، ومللنا، بينما كنا عائدين إلى غاباتنا من الجبال القريبة.أنام كل ليلة قرب جسدين غريبين: جسدك المفرط في كبريائه، وجسد فلسطين المفرط في دمه.تحيرني شامات جسدك؛ فهي تتحرك وتغير أمكنتها تبعاً لذكاء يدي، تحيرني دماء فلطسين ومنابعها، فهي تتحرك تبعاً لجنون التاريخ.اعتاد محبو فلسطين القول: نموت من أجل فلسطين، نقول أنت وأنا: ببراءة تشبه الخطا لطفلين حافيي القدمين في مخيم: لماذا لا تموت فلسطين من أجلنا فحبنا هو فلسطين أخرى أجمل.أنفاق غزة توصل إلى بلاد الجوع، عيناك الطويلتان توصلاني إلى بلاد جسدي.لماذا أفكر في (غولدستون) الآن وتقريره؟بينما أنت تنتظريني في غرفة النوم، تعدين لي عينيك عشاءً شهياً هل هي صدفة أن نفعل ذلك أكثر من مرة؟هل هو الضوء ما كنا نحتاجه؟نكتب صوت فضائية (الجزيرة)، تحت التلفاز بالضبط، لا نفتح أبواب ونوافذ الحب فحسب، بل نلغيها من الوجود.تتناثر مجازر العالم في (الجزيرة)، وتضج هتافات حشودها وصراخ سياسييها، نتناثر نحن معاً على الأرض بانتشاء لا يصدق في مهب الحروب. أتذكر عروس وليد في إحدى قصائده، كانت تشعر برغبة شديدة في التبول بينما حشد فرح يرقص حولها، وحدي أعرف الآن أنك تركضين أمام طلقات وغاز الاحتلال مع الراكضين، ليس هرباً أو تجنباً لموت أو اعتقال، بل بحثاً هائجاً عن مرحا.لو خبرت بين فلسطين وبينك، لاخترت المسافة بينكما، لا أدري لماذا؟ وحدها فلسطين دون غيرها من بلاد العالم تعرف المعنى الخفي لحبينا، كم نشبهها، كم تشبهنا، نحن تكثيف لجراحها، انفجاراتها، تقلباتها، نحن منفاها.