إنه الحج بمعنى القصد، فكل حركة فيه تنبثق من مبدأ وتستهدفترسيخ قيمة في السلوك الإنساني.ذلك أن المبادئ الإلهية ليست مجرد معتقدات قلبية، والقيم الفاضلةليست مثلاً في عالم الخيال، إن التحدي الأكبر في حياة الإنسان هو تمثلالقيم في السلوك، والتزام المبادئ في المواقف والممارسات.وتشريعات الدين خريطة طريق تأخذ بيد الإنسان إلى هذا المقصدوال...
قراءة الكل
إنه الحج بمعنى القصد، فكل حركة فيه تنبثق من مبدأ وتستهدفترسيخ قيمة في السلوك الإنساني.ذلك أن المبادئ الإلهية ليست مجرد معتقدات قلبية، والقيم الفاضلةليست مثلاً في عالم الخيال، إن التحدي الأكبر في حياة الإنسان هو تمثلالقيم في السلوك، والتزام المبادئ في المواقف والممارسات.وتشريعات الدين خريطة طريق تأخذ بيد الإنسان إلى هذا المقصدوالغاية، وتساعده على النصر والنجاح في مواجهته للتحديات.ويأتي الحج في طليعة الفرائض والتشريعات الإسلامية التي تدعمفاعلية القيم، وتعزيز مكانتها في نفس الإنسان وانعكاسها على سلوكه.حيث يتجلى في مناسك الحج حضور أصول المبادئ والقيم، كمبدأالعبودية للّه تعالى والخضوع لأمره، ومبدأ المساواة والإخاء بين بني البشر،ومبدأ وحدة الأمة، وقيمة السعي والحركة، وقيمة التأسي والاقتداء بأنبياءاللّه وأوليائه، ومبدأ التضحية والعطاء..إن مناسك الحج وشعائره أقرب ما تكون إلى دورة تدريب وتأهيل،وورشة عمل وتجربة، لاختبار تحويل تلك المبادئ والقيم إلى مشاعر راسخةفي النفس، وبرامج مألوفة في السلوك.إن المهمة الأساس لمناسك الحج هي إقرار مركزية القيم والمبادئ فيحياة الإنسان، لينطلق في كل حركاته وأعماله ومواقفه من خلال تلكالمبادئ والقيم، وليكون سلوكه في الحياة منسجماً معها.وحين يواجه الصعوبة في الالتزام والتطبيق، فعليه أن يوطِّن نفسه علىمواجهة ذلك التحدي بثقة واطمئنان.وفي هذه السطور المتواضعة تذكير بهذا الجانب المهم من فلسفة الحج،وددت المشاركة بتقديمها في الاحتفاء بهذه الفريضة العظيمة والاستفادةمن عطائها السخي في حياة الفرد والأمة.أسأل اللّه تعالى القبول والتوفيق.