مرت القضية الفلسطينية بعد انتهاء الحكم العثماني في الولايات العربية عام 1918، بمراحل عديدة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية كان لها الأثر الواضح في تكوين مستقبل فلسطين السياسي والقومي في التاريخ العاصر. كما برزت المواقف الفلسطينية والعربية والدولية بوضوح أكثر إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى 1914-1918 وكان موقف الشعب الفلسطيني...
قراءة الكل
مرت القضية الفلسطينية بعد انتهاء الحكم العثماني في الولايات العربية عام 1918، بمراحل عديدة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية كان لها الأثر الواضح في تكوين مستقبل فلسطين السياسي والقومي في التاريخ العاصر. كما برزت المواقف الفلسطينية والعربية والدولية بوضوح أكثر إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى 1914-1918 وكان موقف الشعب الفلسطيني واضحاً منذ العهد العثماني في معارضته ومكافحته للهجرة اليهودية واستيطان الأراضي الفلسطينية، ولقد استمرت هذه المعارضة في فترة الانتداب البريطاني. ولم تقتصر ردود الفعل الفلسطينية على أشكالها السياسية فحسب، وإنما اتخذت طابعاً ثورياً، فقد شهدت فلسطين عدة تحركات وثورات ضد الانتداب وضد القوى الصهيونية.وعلى الصعيد العربي فقد بدأ تعريب القضية الفلسطينية منذ أن طرح عدد من النواب العرب في مجلس المبعوثان العثماني في الفترة الممتدة بين 1908-1914، أخطار الهجرة اليهودية إلى فلسطين وأخطار الاستيطان اليهودي فيها. ومما ساهم في زيادة الخطر الصهيوني على الشعب الفلسطيني وقوف السياسة الأميركية إلى جانب الحركة الصهيونية، وقد عبر أكثر من رئيس أميركي عن سياسته المؤيدة لأهداف وتطلعات اليهود في فلسطين. لذا يمكن الإشارة إلى أن فلسطين واجهت ما بين 1920-1948 قوى عدائية ساهمت بتهويد فلسطين وهذه القوى تتمثل بما يلي: 1-القوى العسكرية والسياسية البريطانية، 2-القوى العسكرية والسياسية الصهيونية، 3-القوى العسكرية والسياسية الأميركية.إن هذه الدراسة المتعلقة بقضية فلسطين بين 1920-1948 تعتبر من البحوث العلمية الوثائقية، فقد حرصت على الاعتماد على عدد كبير من الوثائق والمراسلات السياسية، وابتعدت إلى حدّ كبير عن المصادر العامة غير الوثائقية. ولذا فإن الدراسة اتسمت بالطابع الوثائقي البحت. وبالإضافة إلى الوثائق والمراسلات المنشورة التي اعتد عليها الباحث لإخراج هذه الدراسة مثال: وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918-1939، هناك وثائق ومراسلات أخرى غير منشورة استطاع الباحث الحصول عليها من مصادر علمية متعددة مما أضفى على الدراسة طابعاً علمياً لا سيما أنها وثائق تنشر للمرة الأولى مثال عنها: وثائق مراسلات وزارة الخارجية البريطانية (.F.O)، وثائق ومراسلات الهيئة العربية العليا لفلسطين، ملفات ووثائق المؤرخ والسياسي "محمد جميل بيهم"... ومن الأهمية بمكان القول إن هذه الدراسة سارت وفق اتجاهات تاريخية حديثة على النحو التالي: القسم الأول من الدراسة ويتضمن بحثاً تاريخياً وثائقياً عن القضية الفلسطينية بين 1920-1948، وتميز هذا القسم باعتماده بصورة أساسية على الوثائق والمراسلات كأداة للبحث العلمي، ولقد ابرز في هذا القسم المواقف الفلسطينية والعربية والدولية من القضية الفلسطينية مع إبراز تطور مراحلها السياسية والعسكرية إلى عام 1948م. القسم الثاني من الدراسة قد تضمن النصوص الوثائقية المتعلقة بالقضية الفلسطينية في الفترة الممتدة بين 1920-1948. وقد حرص الباحث على أن يضع النصوص غير المنشورة كاملة غير منقوصة ليتسنى للقارئ وللباحث العودة إليها مفصلة، كما أنه بالإمكان من خلال هذا الأسلوب جمع الوثائق المتعلقة بقضية فلسطين، للإسهام في تكوين رؤى أشمل وأوضح. كما حرص الباحث أيضاً على تذيل دراسته ببعض الملاحق الوثائقية المصورة الأصلية، وذلك بهدف الإيضاح، ولإعطاء فكرة عن الوثائق والمراسلات السياسية