"أعتقد أن لكل أسرة تميمة تجلب الحظ... وكانت تميمة أسرتنا قطعة من مادة إغريقية، لا هي من الحجارة، ولا هي من العقيق أ, من المرجان، ولعلها خليط عجيب من هذا كله، وكانت مخروطية الشكل، قريبة الشبه بأفعى ليس لها رأس أو ذيل، ومن ثم فأنت لا تعرف لها بداية ولا نهاية... وكانت تبلغ من الحجم قبضة اليد، وعلى سطحها "الشفاف" خطوط وأخاديد دقيقة ...
قراءة الكل
"أعتقد أن لكل أسرة تميمة تجلب الحظ... وكانت تميمة أسرتنا قطعة من مادة إغريقية، لا هي من الحجارة، ولا هي من العقيق أ, من المرجان، ولعلها خليط عجيب من هذا كله، وكانت مخروطية الشكل، قريبة الشبه بأفعى ليس لها رأس أو ذيل، ومن ثم فأنت لا تعرف لها بداية ولا نهاية... وكانت تبلغ من الحجم قبضة اليد، وعلى سطحها "الشفاف" خطوط وأخاديد دقيقة جداً مرسومة بعناية وكأنها كلمات غريبة بلغة أجنبية، وأعجبت ما فيها أنك تستطيع أن ترى ما بداخلها دون أن ترى ما وراءها... ومن عجائبها أيضاً أنها دافئة دائماً... في الصيف وفي الشتاء... وكأنما هي قطعة من جسم حي يحتفظ دائماً بدرجة معينة من الحرارة.وقفت بعيداً أراقب ابنتي وهي تتناول مفتاح الخزانة من مكانه السري المعلوم لأفراد الأسرة... ثم وهي تفتح القفل ثم ترفع القفل ثم ترفع الغطاء، وتتناول تميمة الخط في رفق وحنان وتقلبها بين يديها، وتضعها على خدها وتقبلها... وكان وجهها في تلك اللحظات لا يبدو وجه فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، وإنما وجه غادة ناضجة متكاملة الأنوثة. وأخيراً أعادت التميمة إلى مكانها، وأغلقت الخزانة، وأودعت المفتاح مكانه السري... ثم صعدت إلى غرفتها. وشعرت في الليلة بمزيد من الحب لابنتي، لأنها أثبتت أن دماء آل هاولي تجري حارة في عروقها".