أصل التصوف مقام الإحسان الذي فسره رسول الله "صل الله عليه وسلم" بـ "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" لأن معاني صدق التوجه لهذا الأصل راجعه، وعليه دائرة، إذ لفظه دال على طلب المراقبة الملزومة به، فكان الحض عليها حضًا على عينه، كما دار الفقه على مقام الإسلام والأصول (أي أصول الدين وهي علوم العقيدة) على مقام الإيما...
قراءة الكل
أصل التصوف مقام الإحسان الذي فسره رسول الله "صل الله عليه وسلم" بـ "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" لأن معاني صدق التوجه لهذا الأصل راجعه، وعليه دائرة، إذ لفظه دال على طلب المراقبة الملزومة به، فكان الحض عليها حضًا على عينه، كما دار الفقه على مقام الإسلام والأصول (أي أصول الدين وهي علوم العقيدة) على مقام الإيمان (فالتصوف أحد أجزاء الدين الذي علمه جبريل عليه السلام ليعلمه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين)هذا هو موقع التصوف من الدين كما صرح به علماء اليقين استمدادًا من وحي سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه أجمعين، ما أحوج الأمة الإسلامية في عصرها الراهن إلى أن تشرق بها شمس التصوف من جديد كما كانت تشرق على عهد سلفها الصالح وهي تستمد قوام وجودها من هدى كتاب ربها وسنة نبيها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.