يتوجه هذا الكتاب لطلاب الصفوف الأولى بأقسام الجغرافيا بكليات الآداب، وبشعب الجغرافيا والتاريخ بكليات التربية، وبمعاهد المعلمين والمعلمات العليا. والجغرافيا بمفهومها الحديث هي "العلم الذي يدرس البيئة والإنسان من حيث أن كلا منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به". وندرك من هذا التعريف أن الجغرافيا تجمع في طبيعتها وشكلها وموضوعها بين مركب ا...
قراءة الكل
يتوجه هذا الكتاب لطلاب الصفوف الأولى بأقسام الجغرافيا بكليات الآداب، وبشعب الجغرافيا والتاريخ بكليات التربية، وبمعاهد المعلمين والمعلمات العليا. والجغرافيا بمفهومها الحديث هي "العلم الذي يدرس البيئة والإنسان من حيث أن كلا منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به". وندرك من هذا التعريف أن الجغرافيا تجمع في طبيعتها وشكلها وموضوعها بين مركب العلوم التي تدرس البيئة، وتلك التي تدرس الإنسان، ثم تضيف إلى ذلك ميزة فريدة تتمثل في أنها تدرس التفاعل والتأثير المتبادل بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية والإنسانية. فلعلم جغرافيا جانبان: جانب طبيعي، وجانب بشرى.وتعني الجغرافيا الطبيعية بمختلف أفرعها بدراسة الظواهر الطبيعية التي لا دخل للإنسان في وجودها. فهي تدرس الأرض باعتبارها فردا من أفراد الأسرة الشمسية، وتبحث في ظواهر غلافها الصخري والجوي. وهي تلتزم بالفكر الجيولوجي الجغرافي الحديث، ومؤداه أن الأرض في تغير مستمر.أما الجغرافيا البشرية فتتناول بالدراسة توزيع المجتمعات البشرية ومدى التأثير المتبادل بينها وبين بيئاتها الطبيعية والصور الاجتماعية التي تنجم عن تفاعل الإنسان ببيئته المحلية مثل توزيع السكان وأنماط العمران حضرياً كان أن ريفياً، ومظاهر النشاط البشري ومؤثراته في البيئات المختلفة، وكذلك التركيب السياسي للدول كظاهرة سياسية جغرافية تمثل رقعاً من سطح الأرض لها حدودها وموقعها ومقوماتها الطبيعية والحضارية وما يترتب على ذلك من نتائج سياسية تخضع بالضرورة للظروف الجغرافية السائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.وقد وضع المؤلفان نصب أعينهما عند تأليفه لهذا الكتاب أن يحققا هدفين رئيسيين: أولاً: أن يحوي الكتاب الأصول العلمية الصحيحة لعلم الجغرافيا بمختلف أفرعه، وأن يتضمن أدق المعلومات وأحدثها. ثانياً: أن يكون أسلوبه سهلاً مبسطاً، وأن تكون معلوماته مشروحه شرحاً وافياً، وأن يكون مزوداً بعدد كاف من الأشكال التوضيحية والصور.هذا ويقع كتابهما هذا في أحد عشر باباً، يتناول الباب الأول: دراسة مبادئ الجغرافيا الفلكية، والباب الثاني: التركيب الصخري لقشرة الأرض والأزمنة الجيولوجية، والباب الثالث: القوى التي تؤثر في تشكيل سطح الأرض، والباب الرابع: التضاريس، والباب الخامس: الغلاف الجوي، والباب السادس: الغلاف الحيوي (نبات طبيعي، وحيوان) والباب السابع: عن الإنسان وعناصر البيئة، والباب الثامن: سكان العالم، والباب التاسع: مراكز العمران البشري، والباب العاشر: عن الحرف الكبرى للإنسان ثم الباب الحادي عشر والأخير في الجغرافيا والسياسة.