عرفت القصة القصيرة المغربية تراكماً ملحوظاً على صعيد الإنتاج كمًّا وكيفاً، فقد وصل عدد المجموعات القصصية القصيرة – حسب إحصائيات محمد يحيى قاسمي سنة 1999م - ثمان وأربعين ومائة (148) مجموعة قصصية، "منذ سنة 1947 إلى غاية بداية 1999م. أي: بنسبة تفوق أربع مجموعات في السنة الواحدة، لكنها ليست قارة، فقد بدأت منخفضة في العقودالأولى، وار...
قراءة الكل
عرفت القصة القصيرة المغربية تراكماً ملحوظاً على صعيد الإنتاج كمًّا وكيفاً، فقد وصل عدد المجموعات القصصية القصيرة – حسب إحصائيات محمد يحيى قاسمي سنة 1999م - ثمان وأربعين ومائة (148) مجموعة قصصية، "منذ سنة 1947 إلى غاية بداية 1999م. أي: بنسبة تفوق أربع مجموعات في السنة الواحدة، لكنها ليست قارة، فقد بدأت منخفضة في العقودالأولى، وارتفعت في العقود الأخيرة"[1].ويعد المغرب - اليوم - أكثر إنتاجا في مجال القصة القصيرة مقارنة بدول المغرب العربي بأزيد من أربعمائة مجموعة قصصية. وبذلك، يكون في صدارة هذه الدول، ويحتل قصب السبق والريادة والتميز تجنيسا وتجريبا وتأصيلا [2].هذا، وقد ظهرت القصة القصيرة المغربية لأول مرة في سنة 1947م مع مجموعة (وادي الدماء) لعبد المجيد بن جلون[3]. وبعد ذلك، تعاقبت المجاميع القصصية مع سنوات الخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين من القرن الماضي حتى سنوات الألفية الثالثة.ومن ناحية أخرى، فقد سارت القصة المغربية في اتجاهات عدة، مثل: الاتجاه التراثي، والاتجاه الوطني، والاتجاه الرومانسي، والاتجاه التاريخي، والاتجاه الواقعي، والاتجاه الرمزي، والاتجاه العجائبي، والاتجاه الأسطوري، والاتجاه الميتاسردي، والاتجاه الأوطوبيوغرافي.وعلى العموم، يمكن القول بأن القصة القصيرة قد نحت ثلاثة مناح أساسية هي: المنحى الكلاسيكي، والمنحى التجريبي، والمنحى التأصيلي.كما اهتمت القصة القصيرة المغربية بتشخيص الذات، وتشخيص الواقع، وتشخيص الكتابة الميتاسردية على حد سواء.علاوة على ذلك، فقد تناول نقد القصة القصيرة مجموعة من القضايا الأساسية التي تتمثل في التجنيس، والتأريخ، والتوثيق، والأرشفة، وما يرتبط بالجوانب الدلالية والتداولية، وما يخص الجوانب الفنية والجمالية والأسلوبية، واستعراض البيانات القصصية.كما تمثل هذا الجنس الأدبي مقاربات نقدية متنوعة، مثل: المقاربة التاريخية، والمقاربة الانطباعية، والمقاربة الفنية، والمقاربة الاجتماعية، والمقاربة النفسية، والمقاربة الببليوغرافية، والمقاربة البنيوية السردية، والمقاربة البنيوية التكوينية، والمقاربة السيميوطيقية، والمقاربة الجمالية، والمقاربة الموضوعاتية، والمقاربة البلاغية...