هذا الكتاب، في واقع الأمر، إضافة نوعية إلى المكتبة النقدية العربية، ولاسيما إلى رفها الخاص بالنقد السيري، قارب فيه د. جميل حمداوي، بوعي عميق، ستة متون إبداعية سيرية لخمسة كتاب عرب، أغلبهم من المغرب، متوسلا بـ «منهج مستوياتي» لمس فيه الناقد نجاعة إجرائية، في القراءة، مفتقدة في كثير من مناهج الدراسة الأدبية. منهج واضح الصوى ينطلق...
قراءة الكل
هذا الكتاب، في واقع الأمر، إضافة نوعية إلى المكتبة النقدية العربية، ولاسيما إلى رفها الخاص بالنقد السيري، قارب فيه د. جميل حمداوي، بوعي عميق، ستة متون إبداعية سيرية لخمسة كتاب عرب، أغلبهم من المغرب، متوسلا بـ «منهج مستوياتي» لمس فيه الناقد نجاعة إجرائية، في القراءة، مفتقدة في كثير من مناهج الدراسة الأدبية. منهج واضح الصوى ينطلق من الوقوف عند الخطاب المناصي تعريفا وتجنيسا وتفكيكا وتحليلا وتأويلا، قبل الازدلاف إلى تناول العمل المقروء، من حيث دلالاته وأبعاده؛ بتتبع أفعاله السردية وفق الحبكة التي اختارها المبدع، وبرصد أهم تيماته وقضاياه، وباستجلاء رهاناته ومقصدياته. وعقب ذلك، يتم التطرق إلى مقومات العمل الفنية والتقنية وخواصه الشكلية. وبذلك، يضمن الناقد تحصيل قراءة متكاملة للمدروس. ولا مناص من الإشارة إلى أنّ تلك “التجزئة” المظهرية التي اقتضاها منهج المقاربة ليس معناها أن الناقد كان يفصل، تماماً، بين وجهي العمل الإبداعي السيري، بلْ إن ذلك إجراء منهاجي ليس إلاّ، كان الهدف من الأخْذ به رغبة حمداوي في تسهيل الدراسة والسيطرة على المقروء، وفي تقديمِ مقاربة دقيقة له لا تغادر صغيرة فيه ولا كبيرة.