إذا كانت السيميوطيقا الموضوعية مع كريماص (Greimas) تهتم بالأشياء في علاقة تركيبية مع الذات الفاعلة، فإن السيميوطيقا الذاتية مع جان كلود كوكي (Jean Claude coquet) تعنى بدراسة الذات دلاليا بغية رصد مختلف التفاعلات الإدراكية الحسية والجسدية التي تقيمها الذات الحاضرة مع العالم الخارجي أو الحسي. ومن ثم، تنطلق هذه السيميوطيقا من مقترب...
قراءة الكل
إذا كانت السيميوطيقا الموضوعية مع كريماص (Greimas) تهتم بالأشياء في علاقة تركيبية مع الذات الفاعلة، فإن السيميوطيقا الذاتية مع جان كلود كوكي (Jean Claude coquet) تعنى بدراسة الذات دلاليا بغية رصد مختلف التفاعلات الإدراكية الحسية والجسدية التي تقيمها الذات الحاضرة مع العالم الخارجي أو الحسي. ومن ثم، تنطلق هذه السيميوطيقا من مقتربين إبستمولوجيين متكاملين: المقترب اللساني التلفظي كما عند إميل بنيفنست (E.Benveniste)، والمقترب الظاهراتي للإدراك كما هو موجود عند موريس ميرلوبونتي (Maurice Merleau-Ponty). ويعني هذا أن السيميوطيقا الذاتية تدرس الذاتين: المتلفظة والإدراكية في تفاعلهما مع العالم الخارجي بما فيه من أشياء وأشكال وحركة وزمان ومكان . ومن ثم، فهي تدرس انفعالات الذات الداخلية على مستوى المضمون من ناحية، و تحلل أحاسيسها تجاه العالم الخارجي على مستوى التعبير من ناحية أخرى.