تزخر المكتبة العربية بالمصنفات التي تتناول المفاخرات والمفاضلات وتتناول شتى الموضوعات، من بشر وحيوان ونبات ومصنوعات وموجودات، كتفضيل شخص على آخر، وقوم على قوم، وجنس على جنس، وحيوان على حيوان، ومدينة على أخرى... والأمثلة على ذلك لا تحصى.والكتاب الذي بين يدينا متنه محققاً يأتي في هذا الإطار، وهو من إعداد الكاتب الموسوعي جلال الدين...
قراءة الكل
تزخر المكتبة العربية بالمصنفات التي تتناول المفاخرات والمفاضلات وتتناول شتى الموضوعات، من بشر وحيوان ونبات ومصنوعات وموجودات، كتفضيل شخص على آخر، وقوم على قوم، وجنس على جنس، وحيوان على حيوان، ومدينة على أخرى... والأمثلة على ذلك لا تحصى.والكتاب الذي بين يدينا متنه محققاً يأتي في هذا الإطار، وهو من إعداد الكاتب الموسوعي جلال الدين السيوطي، الذي عرف عنه التبحر في العلوم، ونزارة العلوم، وآثاره تشير إلى معارفه المتنوعة التي شملت موضوعات مختلفة، تناول بعضها القرآن وتفسيره وعلومه، والحديث الشريف ومختلف موضوعاته والفقه وعلومه والأدب وفنونه، وتناول بعضها الآخر مادة الهزل والمطابيات.ومن هذه الكتب الكتاب الطريف "نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر". بدأه السيوطي بمقدمة قصيرة تحدث فهيا عمن سبقه في معالجة هذا الموضوع، ثم ذكر وضعه لهذا الكتاب، ثم أورد حديث عائشة: "البياض نصف الحسن"، وأضاف إليه قول خالد بن صفوان عن عمود الجمال... وتبدو المقدمة توطئة للقسم الأول وهو ذكر ما قيل في البيض.وفي القسم الأول يورد السيوطي مختارات شعرية لطيفة لما قيل في البيض، وبعض المقطوعات يصعب العثور عليها لأن دواوين أصحابها غير مطبوعة، وبعضها تجده في موسوعات التراجم والمختارات. والأبيات المختارة تفضل البيض على السود والسمر.وفي القسم الأول يورد السيوطي مختارات شعرية لطيفة لما قيل في البيض، وبعض المقطوعات يصعب العثور عليها لأن دواوين أصحابها غير مطبوعة، وبعضها تجده في موسوعات التراجم والمختارات. والأبيات المختارة تفضل البيض على السود والسمر.أما القسم الثاني فهو ذكر ما قيل في فضل السمر، وهو في هذا القسم لم يعتمد ما اعتمده في القسم الأول إلا بعدد قليل من المقطوعات، بل نجده يذكر من ذكر السمر في شعره ولم يفضلها على سواها، وفي هذا القسم نجد أبياتاً في مدح السود، وعدّه من السمر. وفي بعض الأبيات اكتفى بذكر المشروط أو مشروط الخد، وهم من السودان والحبش الأقرب إلى السود. وفي المختارات في هذا القسم نجد الغزل بالغلمان، وهو ما كتبه فيه معظم شعراء العصور الوسطى كأحد الفنون الشعرية التي لا بد من طرقها. وينهي هذا القسم بحديث عن عبد الله بن جعفر، كدلالة على تفضيله للسمر.أما القسم الثالث فهو ذكر ما قيل في السود، وفي هذا القسم يختار السيوطي ما قيل في السود، وفي هذا القسم يختار السيوطي ما قيل في السود وفي بعضها فقط نجد أبياتاً في تفضيلهن على البيض. وينهي السيوطي كتابه في القسم الرابع والأخير في ذكر أنصف، وهو قسم صغير.والكتاب كما سيلاحظ القارئ هو جمع وتنسيق واختيارات من حافظة السيوطي لا تعليق ولا تحليل فيه. أما من تناولوا هذا الموضوع في كتبهم، فقد حاولوا تحليل الأسباب، وتحدثوا عن الطبائع، وعن ميول النفس البشرية إلى جنس دون آخر...ومن أشهر ما قيل في ذلك: من أراد أن يتخذ جارية للمتعة فليتخذها بربرية، ومن أرادها للولد فليتخذها فارسية، ومن أرادها للخدمة فليتخذها رومية. وقال المغيرة بن شعبة: بنات العم أحسن مؤاساة، والغرائب أنجب، وما ضرب رؤوس الأقران مثل ابن السوداء.