قد أشار جلال الدين السيوطي في فهرست مؤلفاته الذي ضمّنه كتابه "التحدث بنعمة الله" إلى رسالة عنوانها: "الهيئة السَنًّية في الهيئة السُنِيَّة" هذه الرسالة لا تزال موجودة حتى الآن في العديد من المكتبات التي تحتفظ بمخطوطات من تراث العرب. وقد عُرِف السيوطي بسببها بين العلماء العرب الذين اهتموا بالعلوم الطبيعية وتناولوها بالبحث والتألي...
قراءة الكل
قد أشار جلال الدين السيوطي في فهرست مؤلفاته الذي ضمّنه كتابه "التحدث بنعمة الله" إلى رسالة عنوانها: "الهيئة السَنًّية في الهيئة السُنِيَّة" هذه الرسالة لا تزال موجودة حتى الآن في العديد من المكتبات التي تحتفظ بمخطوطات من تراث العرب. وقد عُرِف السيوطي بسببها بين العلماء العرب الذين اهتموا بالعلوم الطبيعية وتناولوها بالبحث والتأليف. وبما أن هذه الرسالة لم تنل من اهتمام الدارسين ما تستحقه، فقد اختار أنطوان م، هاينن، وأثناء دراسته لتاريخ العلوم الطبيعة عند العرب، اختار أن تكون رسالة السيوطي الآنفة الذكر، موضوعاً لرسالته لنيل الدكتوراه في جامعة هارفارد. وبعد فراغه من الأطروحة، عاد إليها جامعاً تحقيق الرسالة وترجمتها وشروحاتها في كتاب واحد اختار له عنوان "علم الهيئة الإسلامي"، وهو الكتاب الذي نقلب صفحاته والذي يعكس بدقة آراء السيوطي في هذا الصدد.ويقول الباحث بأن كل مطلع على الأدبيات العربية في هذا الميدان يدرك تماماً أنه من الصعوبة بمكان حصر علم الهيئة الإسلامي في مؤلف واحد، وخاصة في أيامنا الراهنة، وذلك لأن الأكثرية الساحقة من الكتب التي تتناول هذا الموضوع لا تزال صعبة المنال.وبالإضافة إلى ذلك يمكن الجزم بأن علماً إسلامياً واحداً للهيئة لم يكن أبداً حقيقة قائمة في تاريخ الفكر الإسلامي. وذلك بسبب وجود العديد من النظريات والتخطيطات والمذاهب المتعلقة بعلم الهيئة. وحتى رسالة السيوطي نفسها تبدو بشكل واضح عبارة عن مجموعة من النصوص والمقتطفات المتعددة والمتناقضة في ميدان علم الهيئة. على أن هذه الرسالة مترتبة على رغبة في قيام علم إسلامي أوحد للهيئة. والزعم أن هذا العلم واضح متميز ويصحّ تقديمه على هذه الصورة.ولهذا السبب، فإن الرسالة قد انتشرت بشكل واسع لدى معاصري السيوطي من مفكري الإسلام. وهي تستحق كل اهتمام، خاصة أنها تسلك قسماً وافراً من الضوء على المسألة الشائكة المتعلقة باندماج علم الطبيعة داخل بوتقة الثقافة الإسلامية. لهذه الأسباب فإن هذه الرسالة تخدم اهتمام المؤرخين، على الرغم من أنها تتضمن قليلاً من المنجزات العلمية التي يجدر بالدارسين إدراجها في مجاميعهم التي تضم كل إبداع سبق أوانه، وما قدموه للعلم من إنجازات رائعة. وأما المؤلف الإمام جلال الدين السيوطي فهو يقول عن كتابه بأنها في علم الهيئة اقتبسه من الآثار، وتتبعها من الأخبار ليبتهج به أولو النهي ويعتبر أولو الأبصار، وسمّاه بالهيئة السَنًّية في الهيئة السُنِيَّة. وتجدر الإشارة بأنه وإلى جانب النص العربي لرسالة السيوطي كانت هناك ترجمة لها باللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى ذلك قدم الباحث وباللغة الإنكليزية دراسة تاريخية مفصلة عن هذا العلم في الفكر الإسلامي مرفقاً ذلك بدراسة حول الإمام السيوطي.