تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يحتوي على النص الحرفي لوثائق تُنشر للمرة الأولى في العالم عن أحداث الخليج العربي منذ اليوم الأول لإعلان بريطانيا عزمها على الانسحاب من الخليج إلى اليوم الأول من الاستقلال. وهذه الوثائق هي بتواقيع الحكّام ونوابهم ووزرائهم وتشمل محاضر جلسات المجلس الأعلى للحكام, وجلسات المجلس الاتحادي المؤقت، وكافة ال...
قراءة الكل
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يحتوي على النص الحرفي لوثائق تُنشر للمرة الأولى في العالم عن أحداث الخليج العربي منذ اليوم الأول لإعلان بريطانيا عزمها على الانسحاب من الخليج إلى اليوم الأول من الاستقلال. وهذه الوثائق هي بتواقيع الحكّام ونوابهم ووزرائهم وتشمل محاضر جلسات المجلس الأعلى للحكام, وجلسات المجلس الاتحادي المؤقت، وكافة القرارات الاتحادية التي صدرت، والرسائل المتبادلة بين الحكام، والوسطاء الخليجيين والزعماء العرب، والتقارير البريطانية السرية والاتفاقيات التي أقرت. ورياض نجيب الريس الذي رافق كصحافي متخصص هذه المفاوضات عن قرب وغطّى لسنوات كل اجتماع من هذه الاجتماعات، استطاع أن يحصل بنفسه على نسخة حرفية من هذه المحاضر والوثائق، غير المتوفر في أي مرجع غير هذا الكتابنبذة النيل والفرات:في أثناء رحيل المستعمر البريطاني من مناطق الجزيرة العربية، كانت هناك مساعٍ حثيثة لرأب الصدع، ولم الشمل الذي كان متفرقاً في ذاك الآن. إلا أن ومع مرور الزمن تم إذابة الكثير من الجليد الذي كان متراكماً في أروقة المجالس، حيث كانت تدور أحاديث السياسة والمال والتجارة والأدب والشعر، مما أدى لاحقاً إلى تغير تلك الأشياء، من أبو ظبي إلى قطر، ومن مسقط إلى دبي، ومن رأس الخيمة إلى البحرين، ومن الرياض إلى الكويت، فشلت محاولات الاتحاد وأقيم بدلاً منذ لمجلس التعاون الخليجي، لكن الوجوه وحدها لم تتغير خلال هذه السنوات، وإن تغيّرت طريق مستقبل الخليج الطويلة، طريق الألف ميل، التي تبدأ عادة بخطوة واحدة لم توطأ قط، حتى معالمها قد تبدلت، وازدادت الحفر فيها برغم اتساعها، وغدا السير عليها يحتاج إلى مهارة معينة يفتقدها من آلت إليهم مقدرات الأمور في الخليج. من الربيع إلى الخريف، وبين الصيف والشتاء، ومن سنة إلى سنة، تغيرت دنيا الخليج.كذا أوجدت الظروف رياض نجيب الريّس، بحكم عمله الصحفي، منذ العام 1964، والخليج على أبواب تحولات تاريخية، أمام فرصة متابعة الأحداث هناك منذ صيف تلك السنة، ووجد نفسه عن بعد،شاهد عيان للكثير من التقلبات التي مرت بها المنطقة. وكان أول من كتب في الصحافة العربية عن الخليج، حيث رافق وكمراسل متجول أحداث الجزيرة العربية منذ العام 1964 وما بعدها، ولازم الكثير من التغييرات التاريخية التي عصفت في المنطقة، أعطى الحرب الأهلية في اليمن بين الجمهوريين والملكيين،ومن خلالهم الصراع المصري- السعودي على الأرض اليمنية. وبالإضافة إلى ذلك غطى ثورة الاستقلال ضد بريطانيا في عدن والجنوب العربي، وصراع الوطنيين الأذى بين بعضهم البعض من أجل الوصول إلى غنائم الاستقلال في أفقر بلد عربي، كما شهد ولادة أول دولة ماركسية في العالم العربي. كذلك عاش أيضاً انقلاب الشيخ زايد على أخيه الشيخ شخبوط في أبو ظبي، الذي كان بداية التغيير الذي قامت به بريطانيا في الخليج باتجاه التخلي عن مسؤولياتها ودفع هذه المشيخات نحو الاستقلال. كما عاش أيضاً انقلاب السلطان قابوس على أبيه سعيد بن تيمور في عُمان، الذي كان التغيير الثاني والأهم، كان في حينه رياض نجيب الريّس أول صحافي عربي دخل سلطنة عمان.ورافق المفاوضات الاتحادية بين مشيخات الخليج التسع جلسة جلسة عبر جميع مراحلها راصداً تقلبات كل مؤتمر واجتماع عقد من أجل هذه الغاية، مصاحباً تطورات زوال المطالبة الإيرانية بالبحرين واحتلال إيران لجزر الخليج الثلاث، ودولة الإمارات العربية لم تولد بعد. كان للصحفي من ذلك كله مستوعباً استمد منه مادته لكتابه الصادر في مطلع 1973 بعنوان هموم الخليج بين (1968 - 1971 ) "صراع الواحات والنفط"، والذي مثّل لبنة أساسية، وبعد إعادة طبعه مرات ومرات، وبعد الاستزادة منه، من لبنات كتابه الذي بين يدي القارئ "وثائق الخليج" وتحديداً قسمي كتاب "صراع الواحات" الأول والثاني والنبذة:"- اللذين بحث في هموم الاتحاد وهوامشه، أي مباحثات الاتحاد جلسة جلسة وخطوة خطوة، منذ أن أبلغت الحكومة البريطانية حكّام مشيخات الخليج بأنها تنوي الرحيل خلالها مدة زمنية معينة، إلى أن أعّلَنت بعض تلك المشيخات دولاً .وقد كان حرص المؤلف شديد في كتابه "وثائق الخليج.."الحفاظ على الروحية التي كتب بها الكتاب الأصل في حينه، وتعزيز للأصل الذي ظهرت فيه هذه الفصول، هذا وإن توفر الوثائق المنشورة في هذا الكتاب، لم يقحم الكاتب في تبديل في النص الأساسي، ولكن دعاه ذلك لإضافة الكثير إلى تلك التعليقات إذا الخلفيات بشكل يبرر تغييرها.