مع تطور الدراسات والأبحاث في علم النفس التربوي وظهور المكتشاف السيكولوجية الحديثة التي تؤكد الدور الفاعل للطفل في عملية التعليم وتؤكد أهمية التفاعل المباشر قناة مثلى لنماء الطفل وتطوره جسدياً وعقلياً واجتماعياً، ازداد اهتمام الوالدين والمربين بنشاط اللعب التلقائي والمخطط وسيطاً هاماً وأساسياً للنمو المتكامل للشخصية.ولقد ظهرت الد...
قراءة الكل
مع تطور الدراسات والأبحاث في علم النفس التربوي وظهور المكتشاف السيكولوجية الحديثة التي تؤكد الدور الفاعل للطفل في عملية التعليم وتؤكد أهمية التفاعل المباشر قناة مثلى لنماء الطفل وتطوره جسدياً وعقلياً واجتماعياً، ازداد اهتمام الوالدين والمربين بنشاط اللعب التلقائي والمخطط وسيطاً هاماً وأساسياً للنمو المتكامل للشخصية.ولقد ظهرت الدراسات الحديثة حول نماء الأطفال وتطورهم أن استخدام الطفل لحواسه المختلفة هو مفتاح التعلم والتطور التقدميين وبدون هذا الاستخدام يعاق التعلم والنمو. واعتبر اللعب أفضل وسط قادر على أتاحه فرص استخدام الحواس والعقل بصورة بناءة ومربية. فمن خلال ممارسته لألوان اللعب المختلفة وتفاعله مع مواده وأدواته يتعلم ثقافة مجتمعه وقيمه ويطور قدراته ومهارات التفكير المختلفة التي يحتاجها في رحلته على طريق النماء والتطور، كما يكتسب اللغة، مفردات واصطلاحات وعبارات وجمل، أداة أساسية وهامة من أدوات التفاعل والتواصل مع العناصر البشرية في البيئة.ولو حاولنا أن نحصي ما يتعلمه الطفل من معارف ومفاهيم ومهارات وقيم واتجاهات وأفكار من خلال اللعب التلقائي الذي يمارسه الأطفال قبل التحاقهم بالمدرسة لاذهلتنا الحقيقية من حيث كم وكيف النماء والتطور الحركي والمعرفي والاجتماعي الحاصل في تلك الفترة الوجيزة نسبياً من حياة الأطفال التي يشكل اللعب النشاط المسيطر فيها.من هنا نشأ الاهتمام بإعداد هذا الكتاب المتواضع حول سيكولوجية اللعب، رغبة من المؤلفين توجيه اهتمام الوالدين والمربين إلى ما للعب من دور خطير في النمو الحركي والمعرفي والوجداني للأطفال في مراحل نمائهم المختلفة والمتعاقبة منذ اليوم الأول لولادتهم وحتى تخرجهم من الجامعة وربما إلى أبعد من ذلك، وإيماناً بأهمية تنظيم هذا النشاط واستغلاله بشكل يحقق أفضل النتاجات الإيجابية على شخصية الفرد ودور المعلم في هذا التنظيم والاستغلال وفي توجيهه بأسلوب علمي منظم نحو تحقيق غاياته القصوى.