الإستراتيجية والتخطيط الإستراتيجي

تواجه الإدارة الحديثة تحديات متزايدة نتيجة لتلاحق المتغيرات والتطورات التي شهدها القرن العشرون خاصة في الحقبة الأخيرة منه، وتوقع امتداد هذه المتغيرات والتطورات ليحدث المزيد منها في القرن الحادي والعشرون. وتنعكس الاستجابة لهذه المتغيرات والتطورات في قدرة الإدارة على القيام بدورها المهم في منظمات الأعمال باعتبار أن الإدارة هي وسيلة المنظمة في أي من مستوياتها وأشكالها لتوظيف واستثمار مواردها للوصول إلى تحقيق أهدافها مما يتطلب إيجاد السبل والوسائل والأدوات والأوعية التنظيمية التي تمكن الإدارة من إعادة التوازن الإداري الذي يعالج نقاط الضعف والقوة ويستفيد من الفرص ويواجه المخاطر التي أفرزتها تلك المتغيرات والتطورات، متخطية في ذلك وظائفها التقليدية إلى آفاق أخرى تتسم بالتجديد والابتكار اللذين يحققان التفوق والتميز للمنظمة ويكسبانها التحلي بصفة الميزة التنافسية.ويتوقف نجاح أو فشل المنظمة على مدى قدرتها على تحقيق رسالتها وغاياتها وأهدافها, وهذا يتطلب وضع إستراتيجية معينة والسعي لتنفيذها في ظل التغيرات المختلفة المحيطة بالمنظمة، والوسيلة الوحيدة أمام المنظمة لمتابعة تنفيذ إستراتيجيتها أو تعديلها هي في قيامها بعملية التخطيط الاستراتيجي. وأن مفهوم التخطيط الاستراتيجي لم يحظ بالاهتمام الواسع حتى الآن وهو غير مطبق في معظم القطاعات الاقتصادية سواء الإنتاجية أم الخدمية كما أن الأدوات المستخدمة في قياس وتقييم الأداء أيضاً تقتصر على الأدوات التقليدية التي تقيم الجانب المالي وتهمل الجوانب الأخرى التي تعتبر هامة أيضاً في أداء المنظمة كتقييم رضا الزبائن وقياس جودة العملية.ولهذا فقد جاء هذا الكتاب في عشرة فصول لإلقاء الضوء على كثير من الموضوعات المعاصرة التي تساعد المهتمين في الإستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي لتعميق مفاهيمهم الإدارية نحو ذلك، فقد تناول الفصل الأول موضوع مفهوم التخطيط الإستراتيجي عناصر وأنواع وخصائص التخطيط الاستراتيجي ومستويات ومعوقات التخطيط الاستراتيجي والعوامل المؤثرة فيه، أما الفصل الثاني فقد تناول موضوع عملية التخطيط الاستراتيجي والمراحل والتحديات التي تواجه التخطيط الاستراتيجي وطرق وضع الخطط الإستراتيجية وإشكالية التخطيط الاستراتيجي وقوى التغيير العالمية.أما الفصل الثالث فقد تناول موضوع تحديد وتعريف الاتجاه الاستراتيجي وتوضيح مفهوم الرؤية والرسالة والقيم والعوامل التي تؤثر على الرؤية ومصادر صياغة الرؤية والمقارنة بين الرؤية والرسالة وخطوات كتابة الرسالة والتغيرات التي تطرأ على الرسالة، أما الفصل الرابع فتناول موضوع تشخيص وتحليل البيئة وتحليل البيئة الصناعية وتحليل البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة وتحليل القوة والضعف والفرص والتهديدات (SWOT)، أما الفصل الخامس تناول موضوع صياغة وإعداد الخطة وعناصر وفعالية التخطيط. وفوائد وخصائص التخطيط وأساليب وشروط التخطيط الناجح، أما الفصل السادس فتناول موضوع صياغة الأهداف الإستراتيجية وأنواعها والأهداف والمستويات التنظيمية والاعتبارات الواجب مراعاتها عند وضع الأهداف وشبكة الأهداف الإستراتيجية والأهداف الفرعية ونجاح وفشل التخطيط الاستراتيجي، أما الفصل السابع فتناول موضوع البدائل والخيارات الإستراتيجية وما هي الاستراتيجيات التي تستخدمها منظمات الأعمال وتوضيح البدائل الإستراتيجية، أما الفصل الثامن فتناول موضوع تنفيذ الخطة الإستراتيجية وإيصال الخطة الإستراتيجية وعلاقة صياغة الإستراتيجية بتنفيذها والعلاقة بين الإستراتيجية والهيكل ومداخل تنفيذ الخطة الإستراتيجية وقيادة التغيير الاستراتيجي.أما الفصل التاسع فتناول موضوع الرقابة والمتابعة والتقييم للخطة الإستراتيجية وأشكال وخطوات الرقابة الإستراتيجية وتقييم ومتابعة الأداء وإجراءات وأساليب متابعة خطط العمل وأساليب قياس الأداء واستخدام بطاقة الأداء المتوازن، أما الفصل العاشر فتناول موضوع حالة دراسية لإحدى المؤسسات الحكومية في الأردن والسعودية وتناول كيفية إجراء التخطيط الاستراتيجي والتحليل الرباعي لهذه المؤسسة والإستراتيجيات وخطط العمل ومتابعة الإستراتيجيات ومصفوفة الأهداف المؤسسية.