عندما اجتاحت حوافل الغزاة الألمان، النازيين، أقاليم الاتحاد السوفيتى، حدث انهيار معنوي في وسط مواطني الاتحاد السوفيتى، أسرعت القيادة العليا، تحت زعامة ستالين، باتخاذ كل التدابير الممكنة لإيقاف الغزو النازي، واستيعابه، تمهيداً للانتقال من مرحلة الصد، الدفاع، إلى مرحلة الهجوم.وعادت القيادة السوفيتية في الوقت ذاته إلى تجاربها القتا...
قراءة الكل
عندما اجتاحت حوافل الغزاة الألمان، النازيين، أقاليم الاتحاد السوفيتى، حدث انهيار معنوي في وسط مواطني الاتحاد السوفيتى، أسرعت القيادة العليا، تحت زعامة ستالين، باتخاذ كل التدابير الممكنة لإيقاف الغزو النازي، واستيعابه، تمهيداً للانتقال من مرحلة الصد، الدفاع، إلى مرحلة الهجوم.وعادت القيادة السوفيتية في الوقت ذاته إلى تجاربها القتالية السابقة وإلى تراثها التاريخي في محاولة لاستخلاص الدروس المفيدة من (التجربة التاريخى للأمة) لم يكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها البلاد للغزو والخارجي، فقد جابهت أيام بطرس الأكبر غزو الأسوجيين، السويديين، (1709) وتمكنت من إحباطه، وجابهت في سنة (1812) غزو الجيش الفرنسي الكبير بقيادة نابليون بونابرت، وتمكنت من قهره.وهنا برز سم (القائد الروسي الكبير كوتوزوف) الذي طبق إستراتيجية رائعة تمكن بواسطتها من استنزاف قدرة الجيوش الفرنسية وتعطيل تقدمها، ثم إرغامها على الانسحاب تحت ضغوط قوية. ولقد تبدلت الأسلحة التقليدية، وتطورت كثيراً، خلال الفترة من سنة (1812) إلى سنة (1942) غير أن أسس السياسة الإستراتيجية ومبادئ الحرب، تبقى قريبة من الثبات ومحتفظة بكل أهميتها وفائدتها، فلا غرابة بعد ذلك أن تطبق القيادة السوفيتية لدور هذا القائد، وبهدف الاعتماد على أصالة الأمة في مواجهة التحديات الخارجية، أحدثت القيادة السوفيتية وساماً رفيعاً حمل اسم (وسام كوتوزوف) تقرر منحه لأبطال الصمود والمقاومة، مع إحداث وسام آخر باسم (وسام سوفوروف) أستاذ كوتوزوف، ومن كبار القادة المصلحين، الجنرالات في عهد روسيا القيصرية. وفي هذا الكتاب قصة هذا البطل العظيم الذي استحق أن يظل اسمه حياً في مجال البطولات العسكرية.