يجوز لنا اعتبار الترجمة واحدة من وسائل الحوار مع “الآخر”، وذلك بتشييد جسر التواصل معه وإيصال نتاجه الفكري والأدبي (الثقافي) إلى غير الناطقين بلغته بحيث يتحقق، بذلك، فعل الربط الإنساني بين الشعوب وخلق “حالة الفهم والتفهّم” ـ هذه الحالة التي نكون، بمعزل عنها أو بفقدانها، مجرّد كائنات حكمت على نفسها بالنفي خارج فضاءات العالم، واعتق...
قراءة الكل
يجوز لنا اعتبار الترجمة واحدة من وسائل الحوار مع “الآخر”، وذلك بتشييد جسر التواصل معه وإيصال نتاجه الفكري والأدبي (الثقافي) إلى غير الناطقين بلغته بحيث يتحقق، بذلك، فعل الربط الإنساني بين الشعوب وخلق “حالة الفهم والتفهّم” ـ هذه الحالة التي نكون، بمعزل عنها أو بفقدانها، مجرّد كائنات حكمت على نفسها بالنفي خارج فضاءات العالم، واعتقال الذات داخل وهم “الاكتفاء” المزيّف.وهكذا، من غير إنجاز حالة الفهم والتفهّم، نقع في شراك التعصّب وسوء التقدير للآخر/الغائب، ولنا/الحاضر المحجوز خلف عماء الجهل بغيره!إذا كانت الترجمة تشكّل بذاتها وسيلة حوار (من بعيد) بين الثقافات؛ فإنّها بفعلها المنصبّ على نصوص حوارية ثقافية ـ فكرية ونقلها إلى متلقيها، لن تكون إلا حوارية ثقافية ـ فكرية ونقلها إلى متلقيها، لن تكون إلا حواراً هي ذاتها، وقد شارك فيه طرفٌ ثالث هو القارئ لها المتفاعل معها بالضرورة، مثلما هو المترجم ابتداءً.وبذلك، يصير لنا الزعم بأنّ هذا الضرب من الترجمة هو الحوار الأشدّ حيوية لأنّه، ببساطة، الأكثر استفزازاً للجدل وتقليب الأفكار على شتّى وجوهها.أناييس نن * نادين غورديمر * توني موريسون * سوزان سونتاغ * أنجيلا كارتر * كارول شيلدز