كان عمري تسع سنوات، وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً فجأة صمت الموسيقيون والمغنون. كان عمي رابح يحملني بين ذراعيه. أمي كانت تبكي، كانت تبكي منذ ثلاثة أيام وثلاث ليال، في رمشة عين، وجدت نفسي بين يدي هارون صادق خياط دوارنا. كالعادة، مقصاته تلمع بين أصابعه الشمعية البيضاء.. بحركة خاطفة قص قطعة من عضوي التناسلي، من برعمي، صرخت.. الموسي...
قراءة الكل
كان عمري تسع سنوات، وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً فجأة صمت الموسيقيون والمغنون. كان عمي رابح يحملني بين ذراعيه. أمي كانت تبكي، كانت تبكي منذ ثلاثة أيام وثلاث ليال، في رمشة عين، وجدت نفسي بين يدي هارون صادق خياط دوارنا. كالعادة، مقصاته تلمع بين أصابعه الشمعية البيضاء.. بحركة خاطفة قص قطعة من عضوي التناسلي، من برعمي، صرخت.. الموسيقي الذي كان ينفخ في قرن الثور عاود عزفه لم أعد أسمع شيئاً تقريباً، زغاريد وبكاء، بكاءات رفعن صراخهن الرامي في أغنية دينية، روتينية حزينة وحادة، أمي فقدت وعيها، تسابقت النساء إليها يرشن بماء الكولونيا رأسها وقفاها. ظننت أنها مائت، فجأة فتحت إحدى عينيها.العين التي لا تنام أبداً! إلى يوم "المقصات" لقد كنت محفوفاً بعين أمي بشكل دائم العين التي لا تنام أبداً.