يتأطر هذا الأثر في ثلاثة فضاءات : الأول يحتضن محاضرات وعروضا وندوات ذات فعالية فكرية في النقد والقصة والرواية والشعر والمسرحية والثقافة عموما، ألقاها نخبة من المبدعين، في بعض اللقاءات لمنابر ثقافية مغربية، كفرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة، ما بين 84 - 86.والفضاء الثاني يبلور نقاشات وحوارات كثيفة مع قصاصين وشعراء ونقاد على تباين...
قراءة الكل
يتأطر هذا الأثر في ثلاثة فضاءات : الأول يحتضن محاضرات وعروضا وندوات ذات فعالية فكرية في النقد والقصة والرواية والشعر والمسرحية والثقافة عموما، ألقاها نخبة من المبدعين، في بعض اللقاءات لمنابر ثقافية مغربية، كفرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة، ما بين 84 - 86.والفضاء الثاني يبلور نقاشات وحوارات كثيفة مع قصاصين وشعراء ونقاد على تباين توجهاتهم وتصوراتهم. وأما الثالث، فينبر بالتحليل والدراسة إلى جدور المسرحية في الأدب العربي، وتقييم ثلاثة أعمال ببليوغرافية للأدب المغربي وأدبائه المعاصرين، فضلا عن تشريح بعض النصوص الشعرية العربية.ولا بد أن نؤشر في هذا المدخل، على أن الكتاب لا يطمح بتاتا إلى إقرار تسجيل شامل أو كامل للمسار الابداعي واهتماماته المؤرقة… إنه متابعات، ولقاءات، وقراءات ليس إلا، في مرحلة أدبية تمور بالجدال والسجال، وتنغل بالأسئلة الملحاحة.لقد عز عليّ أن تظل هذه الآراء والأحاديث، التي تعتبر من علائم التحول في الحقل الثقافي، مبثوثة في هذه الصحيفة أو تلك ، دون أن يشملها كتاب بين جانحتيه، وهي التي تسري في نسغها حركية فكرية ثرية، ونتيجة جهود جماعية أيضا. ولم أنطلق في تبويبها من تاريخ إلقائها أو اجرائها، بل من القضايا الأساس التي تتمحور حولها وتعري أبعادها.وليس ثمة شك، في أن أدبنا المغربي ما فتىء يتلمس طريقه بين ماض مضى، وحاضر يمضي، ومستقبل يطل. وحركتنا الأدبية التي ظهرت بوادرها منذ العشرينات من هذا القرن، وتحاول أن تستوفي نضجها بتفردها وتوحدها في تيار أدبي، يتميز بخصوصية الذاتية المغربية وهويتها العربية.. لن ترتقي إلى ذلك المستوى الابداعي، إلا بتجاوز الآني، عبر الحوار البناء والنقد النزيه، اللذين يسائلان النص ويحفران أرضيته، حفرا يؤدي إلى تعرية آلياته الجوانية، وتوثيقها بمعطياته البرانية.لذلك، يأتي هذا الأثر بأشيائه وكلماته، وهي غيض من فيض، ليدلي بآراء هادئة، في النقاشات التي تشهدها الساحة الأدبية، منطلقة من (درجة الصفر) أي بدون خلفيات مسبقة، تتغيى ترصيص تقليد أدبي يسهم في تأجيج النشاط الفكري السائد.