لا يخفى على أي عين فاحصة شيوع وتغلغل ثقافة الخرافات في أشد أشكالها تخلفا في الذهنية المصرية, وبالغيبة شبه الكاملة لثقافة العقليات - التي تقوم على العلم وأدواته - عن هذه الذهنية. وهذا وضع بالغ الخطورة على أي مجتمع يتطلع لرفع مستوى الرفاه المادي والمعنوي لأفراده؛ فرفاه أفراد مجتمعات دول العالم المتقدم يقوم على العلم بمكونيه الرئيس...
قراءة الكل
لا يخفى على أي عين فاحصة شيوع وتغلغل ثقافة الخرافات في أشد أشكالها تخلفا في الذهنية المصرية, وبالغيبة شبه الكاملة لثقافة العقليات - التي تقوم على العلم وأدواته - عن هذه الذهنية. وهذا وضع بالغ الخطورة على أي مجتمع يتطلع لرفع مستوى الرفاه المادي والمعنوي لأفراده؛ فرفاه أفراد مجتمعات دول العالم المتقدم يقوم على العلم بمكونيه الرئيسيين: المعرفة العلنمية والمنهج العلمي؛ فالمعرفة العلمية منتجة للثروة عبر تجسيدها على هيئة منتجات أو خدمات, أو استخدامها في إدارة موارد المجتمع؛ أما المنهج العلمي فهو أداة انتاج المعرفة العلمية بما يوفره للباحثين من أدوات ذهنيةوفي محاولة لكسر حدة غزوة الخرافات يأتي هذا الكتاب, ففي فاتحته مقال عن "جاليليو الذي تجاهلناه" يقدم تصورا جديدا لمفهوم الثقافة العلمية وأبعادها الثلاثة.ويعرض في القسم الأول من الكتاب قصة تطور الطرق التي سار فيها الإنسان عبر العصور في بحثه عن الحقيقة: عصر الفكر الأسطوري - عصر الفكر العلمي التجزيئي - عصر الفكر العلمي المنظومي - عصر علوم التعقدوفي القسم الثاني يقدم بعضا من ملامح التطور في التفكير العلمي الحديث:- علوم ما بعد الحداثة- قصة المادة : نشأة المادة والكون - تركيب المادة - حالات المادة - المادة والحضارة - قصة الكيمياء
