تكثر في أوقات التحول الثوري، كتلك التي تشهدها أمتنا المصرية، الشعارات المعبرة عن مطالب الثوار. وتأتي مطلب "إقامة دولة مدنية حديثة" ، بكل ما يتضمنه من أبعاد سياسية وإرادية وثقافية، على رأس مطالب ثورة 25 يناير.لذا فإن الهدف الفرعي لهذا الكتاب هو تحديد المقصود من مفهوم "الدولة المدنية الحديثة" وبيان لركائزها الثلاثة "العلمانية، وال...
قراءة الكل
تكثر في أوقات التحول الثوري، كتلك التي تشهدها أمتنا المصرية، الشعارات المعبرة عن مطالب الثوار. وتأتي مطلب "إقامة دولة مدنية حديثة" ، بكل ما يتضمنه من أبعاد سياسية وإرادية وثقافية، على رأس مطالب ثورة 25 يناير.لذا فإن الهدف الفرعي لهذا الكتاب هو تحديد المقصود من مفهوم "الدولة المدنية الحديثة" وبيان لركائزها الثلاثة "العلمانية، والمواطنة، والديموقراطية" أما الهدف الرئيسي له فهو عرض للمقومات الثقافية (القيمية) لكل ركيزة مع بيان التوجهات الثقافية السائدة في المجتمع المصري. أو بعبارة أخرى بيان طبيعة "البنية الثقافية التحتية" اللازمة لإقامة دولة مدنية حديثة في مصر ولضمان نجاحها واستمرارها. والبعد الثقافي للدولة المدنية هو البعد المسكوت عنه في أغلب الأدبيات المتعلقة بها، وهي الأهداف التي يحاول كتاب "ثقافة الدولة المدنية" تحقيقها باستخدام مقاربة غير مسبوقة ترتكز على أحدث اكتشافات العلوم المعاصرة وعلى رأسها علم "السيبرنيطيقا" و "نظرية التعقد".