يخطف النص زمن الرواية خلفا ويحدد ليلة غير مقمرة من ليالي العام 1962 حيث ينفذ كاظم عبيد بطل رواية (الحبل) عملية سرقة ثأرية إذ لم يستطع بطل الرواية أن ينسى ذلك الضابط القاسي الذي سلبه عشرين دينارا وزجاجة عطر وخمس علب سجائر كان قد كسبها من عمله المضني في الكويت، وحين سلم نفسه للشرطة كي تعيده إلى البصرة سرق منه هذا الضابط ثروة العمر...
قراءة الكل
يخطف النص زمن الرواية خلفا ويحدد ليلة غير مقمرة من ليالي العام 1962 حيث ينفذ كاظم عبيد بطل رواية (الحبل) عملية سرقة ثأرية إذ لم يستطع بطل الرواية أن ينسى ذلك الضابط القاسي الذي سلبه عشرين دينارا وزجاجة عطر وخمس علب سجائر كان قد كسبها من عمله المضني في الكويت، وحين سلم نفسه للشرطة كي تعيده إلى البصرة سرق منه هذا الضابط ثروة العمر كله وثمرة الكد والإرهاق فأضمر الشر لضباط الشرطة جميعا، وعبثا يحاول أن يجد تبريرا لسرقته، إنه غير مقتنع بها في قرارة ذاته الضائعة، ولكنه يريد أن يعيد التوازن إلى كيانه »وأجد التبرير في أني أثأر لنفسي، وأجد التبرير في أني لا أسرق أيا كان…« الحبل ص ??.أراد كاظم عبيد أن يعبر عن إحباط لأنه تبرأ من فكره السياسي الذي آمن به في يوم من الأيام و لكنه لم يواصل مسيرته، وكان يتذكر باعتزاز قصيدته التي هجا فيها رأس السلطة آنذاك حتى إنه يحس بأن تلك القصيدة تعادل عمره ووجوده »قصيدة واحدة، عمرك أنت، قصيدة واحدة، وفي كل عملية سرقة تنقص قصيدتك بيتا، ترى هل نفد الرصيد؟ وكم مرة تحديت نفسك لأن تكتب قصيدة ثانية، فلم تجد من تهجوه غير زوجتك لأنها لا تشاركك ولو وجدانيا بالسرقة« الحبل ص 25.