نبذة المؤلف:الإنجازات التي تمت خلال قرنين أو ما يقل قليلا، تشكل الفترة التي تمثل في عمر مصر ما يسمى بالتاريخ الحديث، تتعرض للوأد والعودة إلى ما قبلها... إلى مفردات العصر العثماني. وتشيع هذه الفكرة بين صنوف بعض الشباب إلى حد أنها أخذت تطول عديداً من البديهيات التي سادت قناعة بامتداد القرن العشرين أنها قد استقرت وانتهي الأمر منذ ز...
قراءة الكل
نبذة المؤلف:الإنجازات التي تمت خلال قرنين أو ما يقل قليلا، تشكل الفترة التي تمثل في عمر مصر ما يسمى بالتاريخ الحديث، تتعرض للوأد والعودة إلى ما قبلها... إلى مفردات العصر العثماني. وتشيع هذه الفكرة بين صنوف بعض الشباب إلى حد أنها أخذت تطول عديداً من البديهيات التي سادت قناعة بامتداد القرن العشرين أنها قد استقرت وانتهي الأمر منذ زمن طويل.. وأفكار الارتداد بالتاريخ إلى ما قبل صناعة المجتمع المدني في مصر الأمر الذي تطلب شحذ ذاكرة المصريين بمنع وأد التاريخ والحقبة القريبة منه التي تضع حاضرهم ومطلوب أن تكون الأساس لصنع مستقبلهم. ومن ثم تجئ هذه الفصول التي تتناول محاولة لمتابعة عملية صناعة المجتمع المدني في مصر في بعض جوانبه. في الإدارة بقيام الحكومة المركزية التي استمرت سمة أساسية أول حكومة مركزية في العالم، قبل 6300 عام، ومن هنا نجح محمد على فيما لم ينجح فيه غيره من الباشوات العثمانيين، فقد كانت الأرضية ممهدة. في الجانب العسكري بظهور الجيش الوطني كمؤسسة مصرية الأمر الذي لعب دوراً أساسياً في صناعة العديد من مفردات المجتمع المدني، ولا يزال. في الثقافة بالاتجاه نحو التعليم الحديث والأخذ بالعلوم الطبيعية والفلسفات الوضعية التي استمرت محورا أساسيا في صناعة المجتمعات المدنية التي تغلب العقل على النقل. ثم في المجتمع بنشوء طبقات جديدة من الرأسمالية وجماعات المثقفين الذين قادوا مصر إلى آفاق جعلت لها هذه المكانة المتميزة في قلب الوطن العربي وبلدان العالم الصالص على وجه العموم. وقد انعكست مجمل تلك المتغيرات على المنشأة المبكرة لمفهوم "الوطن" في مصر، بل وترسيخه، عنها في سائر أنحاء المنطقة، وهو المفهوم الذي يتصور البعض إمكان تغييبه، وهو المستحيل بعينه.
