ينتهج يحي يخلف في روايته "نهر يستحم في البحيرة" اسلوبا يختلف عما عودنا عليه في اعماله السابقة، ففي حين انتهجت تلك الأعمال، في الأغلب، أسلوب السرد الواقعي المباشر، امتزج في هذه الاخيرة الغرائبي والرمزي والواقعي والنفساني: فتغير مجرى النهر وحاضت البحيرة وتمردت التماسيح على أنهارها.. إلا أن النص، في مجمله، لا يختلف كثيرا عما هو ثاب...
قراءة الكل
ينتهج يحي يخلف في روايته "نهر يستحم في البحيرة" اسلوبا يختلف عما عودنا عليه في اعماله السابقة، ففي حين انتهجت تلك الأعمال، في الأغلب، أسلوب السرد الواقعي المباشر، امتزج في هذه الاخيرة الغرائبي والرمزي والواقعي والنفساني: فتغير مجرى النهر وحاضت البحيرة وتمردت التماسيح على أنهارها.. إلا أن النص، في مجمله، لا يختلف كثيرا عما هو ثابت في الأدب الفلسطيني، من ناحية كونه أدبا قلقا مشحونا دوما بالرفض والغضب، ولكنه وليد الحدث المستجد (اتفاق اوسلو) يتقدم فيه الحزن والانكسارعلى الرفض والغضب، ويتراجع دور المقاوم المنفي ليفسح في المجال لدور المهاجر "المؤمرك". * وتؤرخ الرواية فنيا للحالة الفلسطينية عقب اتفاق أوسلو. وللولوج إلى موضعه، اعتمد الكاتب تقنية التداعي أسلوبا يعبر بواسطته عن الشرخ النفسي الذي أحدثه الاتفاق في الضمير الجمعي الفلسطيني. وقد انتقى يخلف لعمله هذا شخصية خارجة عن نطاق الحدث، مستلة من التاريخ القريب، يستدعيها حين يتأزم النص لينفث بواسطتها عما في الضمير الجمعي الفلسطيني من رفض عبثي لمجريات الامور. هذه الشخصية هي الجندي الياباني "اونودو" الذي بقي، لقرون بعد هزيمة بلاده، ثابتا في كمينه يرفض كل الدلائل التي تشير الى الهزيمة. لقد انتظر "اونودو" المتماهي بالفلسطيني المهزوم في متراسه ثلاثين سنة. ينتظر عدوا لا ياتي ويرفض تصديق المنشورات التي القتها الطائرات المعادية معلنة استسلام بلاده . . . ثم يرفض تسليم سلاحه عندما يتحقق له صدق هذه المنشورات. ورغم ذلك يصر على البقاء في كمينه. وعندما يضطر لمواجهة الواقع الاليم يصاب بصدمة نفسية حادة: فقد وجد نفسه فجأة رجلا بلا قضية .