مقومات الأمن العربي القومي

إن موضوع الأمن القومي من أهم الأولويات لأي دولة، وبناء عليه فإن الدول تكون قادرة على حفظ مؤسساتها المحلية والإقليمية والدولية. ولهذا فإن الدول دائماً تهتم برسم السياسات الأمنية المختلفة المتباينة والمتضاربة وتهيئ مواطنيها ومؤسساتها نفسياً ومعنوياً للتكيف مع متطلبات الأمن القومي وبناء أفراد مؤمنين بالمواطنة وحرية الإرادة الوطنية الواعية لمتطلبات مراحل ومفاصل مهمة في تاريخ دولتهم لمواجهة الأزمات والتحديات والاستهداف من أي مصادر تهديد للأمن القومي.ولعل من أبرز ما كتب عن الأمن "هو ما أوضحه روبرت مكنمارا" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق وأحد مفكري الاستراتيجية البارزين في كتابه جوهر الأمن.. حيث قال: إن الأمن يعني التطور والتنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية في ظل حماية مضمونة. واستطرد قائلاً: إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها، لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر أو المستقبل".وعلى ضوء المفهوم الشامل للأمن، فإنه يعني تهيئة الظروف المناسبة والمناخ المناسب للانطلاق بالاستراتيجية المخططة للتنمية الشاملة، بهدف تأمين الدولة من الداخل والخارج، بما يدفع التهديدات باختلاف أبعادها، بالقدر الذي يكفل لشعبها حياة مستقرة توفر له أقصى طاقة للنهضو والتقدم.ومفهوم الأمن القومي هو قدرة الأمة العربية على مواجهة جميع المخاوف والمخاطر التي تهددها وحماية مصالحها الحيوية والحفاظ على كيانها وبقائها. وكان لا بد من التطرق لمفهوم الأمن المائي العربي الذي يقصد به التوفير المستمر لاحتياجات الوطن العربي من المياه لسد احتياجاته في مختلف المجالات، وخاصة المنزلية والزراعية والصناعية، لتحقيق التنمية المستدامة.وكان لا بد من البحث في الأمن الغذائي العربي الذي يعني إمكانية حصول السكان في الوطن العربي جميعهم على غذاء كاف ومتوازن. حيث يشتمل الأمن الغذائي على نوعين من الغذاء: هذا عدا عن النفط الذي يعد المصدر الأهم والأكثر استخداماً في العالم في الوقت الحاضر، وذلك لاعتماد الدول عليه في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية حتى بعد انتشار استعمال الطاقة النووية.