الأدب فى عهد الثورة متلهف على البحث عن نفسه، لا يقلد أحداً، ولا يكرر عصراً، لأن الأصلة مطلبه، متلهف على أن يحتل فى المجال الدولى مكانة تماثل أو تقارب مكانة وطنه فى الميدان السياسى.. فيأخذ ويعطى، ويجمع بين الطابع المحلى والمعانى الإنسانية التى تسمو على فروق المكان، والجنس، واللغة. وكان لا مفر من أن ينشط النقد، وتتعدد مذاهبه ومعار...
قراءة الكل
الأدب فى عهد الثورة متلهف على البحث عن نفسه، لا يقلد أحداً، ولا يكرر عصراً، لأن الأصلة مطلبه، متلهف على أن يحتل فى المجال الدولى مكانة تماثل أو تقارب مكانة وطنه فى الميدان السياسى.. فيأخذ ويعطى، ويجمع بين الطابع المحلى والمعانى الإنسانية التى تسمو على فروق المكان، والجنس، واللغة. وكان لا مفر من أن ينشط النقد، وتتعدد مذاهبه ومعاركه هذا الجو المشحون بالحركة والأمل هو الذى دفعنى إلى إصدار هذا الكتاب، فهدفى الأوحد منه أن أقدم للمشتغلين بالأدب والنقد- ولم لا أقول لعامة القراء ايضاً- أنموذجاً حياً لتطور محاولة فى النقد امتدت إلى أكثر من 35 سنة، وايام ما يكون من قمية مضمون هذا الكتاب فإنه يصلح فيما أظن أن يشبه- بـ "عملية الجرد" التى يلجأ إليها التاجر بين حين وحين.. ليحدد موقفه ويتخذ من عثرات الماضى عظه له تنفعه فى مستقبلة، ويلقى هذا الكتاب أيضاً- فيما أرجو- بصيصاً من الضوء على تطور الأسلوب، وعلى نوع القضاء التى استأثرى باهتمام النقد، وقد يلحظ القارئ أن بعض القضايا التى يحسبها بنت اليوم إن هى إلا من القضايا القديمة، لأنها مرتبطة بمفهوم الأدب فى عمومه، لا بمفهومه فى عصر من العصور.
