"الآن، هاهي الورود تنحني ذبولاًً، فلماذا أنت ياسيدة الجمال من دون النساء، لماذا يتضخم قلبك إلى هذا الحد وتتسارع دقاته أكثر من المألوف. هل لأنك تحبين الناس وتحبين مساعدتهم، حتى الخادمة السيرلنكية في البيت عاملتها كأختك. تمزحين معها وتقدمين لها الهدايا وتشاركك الطعام على الطاولة. ما أروعك، كل رفيقاتك خفن عليك، كلهن قلقات يتمنين لك...
قراءة الكل
"الآن، هاهي الورود تنحني ذبولاًً، فلماذا أنت ياسيدة الجمال من دون النساء، لماذا يتضخم قلبك إلى هذا الحد وتتسارع دقاته أكثر من المألوف. هل لأنك تحبين الناس وتحبين مساعدتهم، حتى الخادمة السيرلنكية في البيت عاملتها كأختك. تمزحين معها وتقدمين لها الهدايا وتشاركك الطعام على الطاولة. ما أروعك، كل رفيقاتك خفن عليك، كلهن قلقات يتمنين لك الشفاء العاجل. لا لا تخافي طبيبك يقول أنك ستعيشين مائة عام. وتضحكين طالبة منه أن يحسم النصف. النصف يكفي تقولين، ونحن نرفع أيدينا إلى السماء راجين الله أن يحوطك بعنايته. لست أنا وحدي أحتاج إليك. الجميع يحتاجونك، الذين تعرفوا عليك والذين لم يتعرفوا عليك بعد الأقرباء والجيران. الذين في الحي والجامعة والمدينة داخل الحدود وخارج الحدود. خبا صوتك، أصبح همسك أقرب إلى الصمت. عندما أتأمل وجهك المتعب يرتجف قلبي. أحبك في الثانية ألف ثانية، وفي الدقيقة ألف وفي الساعة العمر كله. أحبك صباحاً في الصباح، غروباً في الغروب. أحبك كالحلم الحالم بك. أحبك من الماضي إلى الحاضر ومن البر إلى البحر، أحبك نجمة الصبح وقمر الليل. ياحلوة البعيد والقريب، ياأحلى المفاجآت، كلماتك تجيء كالماء، كخبز الفقراء، كالنعيم، توقظني النسمة العابرة فأظنها أنت يحتاجني عطر الورود فأظنه أنت. كل هذا العالم سيظل وهماً حتى تعود العافية إلى محياك. إنهضي من هذا العباء كي نخرج. إنهضي من هذا التعب المهلك كي تفتح النوافذ. إنهضي يا أميرتي...أنت سيدة الحقول والشجرة القوية. أنت نفح الزيزفون ورائحة الليمون. لك عينان تشعان بنور باهر لا يشبهه أي نور...بهما أسافر...وأترك الدنيا وما وراء الدنيا..." إنهما سمراء حكاياته الرائعة، وقصائده التي كأنها الأزهار الملونة بألف لون ولون العابقة بالأحاسيس بالمشاعر التي ولصدقها تحرك مشاعر القارئ وأحاسيسه. إنها حكاية الألم حكاية الأمل...حكايات ألم أمل وأمله في أن تعود معافاة... حكايا سمرائه المنسوجة بخيوط العواطف التي لا تنضب. هكذا نسج ياسين رفاعية أسطورة حبه لأمل لتبقى دائماً وأبداً وكأنها الخيط في ثوبه.