هو بالفعل فيلم مصري طويل.إن كتاب مصر مليء بالحكايات وحافل بالقصص التي يمكن أن ننسجها فى خيط منتظم لتتحول إلى فيلم له أول. لكن ليس له آخر. ومع غياب شارة النهاية, تعيش مصر فى انتظار "غودو" الذى لن يجيء أبدا. هذا الكتاب, يضم بين دفتيه حكايات وقراءات فى تاريخ مصر القريب, وتحديدا فى سنوات القرن العشرين وما مضى من القرن الحادى والعشري...
قراءة الكل
هو بالفعل فيلم مصري طويل.إن كتاب مصر مليء بالحكايات وحافل بالقصص التي يمكن أن ننسجها فى خيط منتظم لتتحول إلى فيلم له أول. لكن ليس له آخر. ومع غياب شارة النهاية, تعيش مصر فى انتظار "غودو" الذى لن يجيء أبدا. هذا الكتاب, يضم بين دفتيه حكايات وقراءات فى تاريخ مصر القريب, وتحديدا فى سنوات القرن العشرين وما مضى من القرن الحادى والعشرين. وشخصيات هذا الكتاب تشبهنا. لم تكن كائنات فضائية هبطت فوق سطح أرضنا, واستقرت بالقرب من ضفاف نهر النيل. كان هؤلاء اللاعبون على صلة وثيقة بتاريخنا وأحداثة الجسام.. كانوا صناع قرار وقادة وزعماء من كل صنف ولون, غير أن أكثر ما يهمنا هنا هو أنهم فى النهاية بشر: البعض خانه عقله, والبعض الآخر خذله قلبه. ولعل المتأمل سيدرك عبر صفحات هذا الكتاب وجود رابط ما بين شخصيات ركز عليها كاتب هذه السطور: من أحمد حسنين باشا, مرورا بالمشير عبد الحكي عامر وعثمان أحمد عثمان وصولا إلى المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة, ومن الملكة نازلى إلى لوسى آرتين, ومن توفيق عبد الحى إلى ممدوح إسماعيل, وبطبيعة الحال من الملك فاروق إلى من جاء بعده إلى سدة الحكم. تشابه مزعج ومفارقات مذهلة, اكتفى المصريون بأن يكونوا شهودا عليها غير عابئين بأهمية الإجابة عن سؤال مهم مفاده: لماذا يكرر التاريخ نفسه؟ ويكرر المصريون الأخطاء ذاتها؟