كما هي عادة إبسن في أعماله المسرحية المعروفة: المسرحيات الواقعية الاجتماعية، والمسرحيات الأخيرة الرمزية، توجد نقطة سوداء في ماضي شخصياته الرئيسية في تلك المسرحيات. لكن النقطة هنا بالنسبة لـ إليدا ليست نقطة سوداء، بل بيضاء متوهجة: حب تغلغل في نفسها وظل حياً في قلبها رغم كل ما مرت به من تجارب ورغم زواجها الناجح من طبيب المنطقة. وي...
قراءة الكل
كما هي عادة إبسن في أعماله المسرحية المعروفة: المسرحيات الواقعية الاجتماعية، والمسرحيات الأخيرة الرمزية، توجد نقطة سوداء في ماضي شخصياته الرئيسية في تلك المسرحيات. لكن النقطة هنا بالنسبة لـ إليدا ليست نقطة سوداء، بل بيضاء متوهجة: حب تغلغل في نفسها وظل حياً في قلبها رغم كل ما مرت به من تجارب ورغم زواجها الناجح من طبيب المنطقة. ويظهر الحبيب الغائب عن وجودها والحاضر في وجدانها، فتتاح لـ إليدا الفرصة لتحديد موقفها من هذا الحبيب ومن حياتها من زوجها. وهذا يذكرنا بالموقف نفسه في مسرحية برناردشو: كانديدا حين يطلب زوج كانديدا القسيس أن تختار بينه وبين من تحب! فلا غرو، فقد كان برناردشو من كبار المتحمسين للكاتب المسرحي النرويجي بعد أن ترجمت أعماله إلى اللغة الإنجليزية، ليتابع النقاش بين نورا إبسن وزوجها قبل مغادرتها بيت الزوجية في المسرحية الشعيرة: بيت دمية. لكن النقاش بين نورا وزوجها في بيت دمية يجري في آخر الرواية، بينما الحال في مسرحية برناردشو يقع من بداية مسرحيته إلى نهايتها.