لم يكن التقدم الهائل لعلم الطب اليوم من نتائج الحضارة المعاصرة وحدها.. إنما كان حصيلة خبرات وتجارب أجيال من قوافل الأطباء والعلماءعلى مر العصور، والدور الريادي للأطباء العرب والمسلمين في هذه المسيرة التاريخية أثبتته الدراسات المنصفة التي برهنت على أن ما قام به هؤلاء الأطباء كان امتداداً وبلورة لعناصر ونظريات أبدعوها.لقد عرفت الع...
قراءة الكل
لم يكن التقدم الهائل لعلم الطب اليوم من نتائج الحضارة المعاصرة وحدها.. إنما كان حصيلة خبرات وتجارب أجيال من قوافل الأطباء والعلماءعلى مر العصور، والدور الريادي للأطباء العرب والمسلمين في هذه المسيرة التاريخية أثبتته الدراسات المنصفة التي برهنت على أن ما قام به هؤلاء الأطباء كان امتداداً وبلورة لعناصر ونظريات أبدعوها.لقد عرفت العلوم الطبية العربية شأواً رفيعاً، فكانت للطب مكانة لا تنازع وللأطباء درجة لا تطال، وقد وجهت عناية خاصة لجمع أخبار الأطباء، وعندما انتشر الطب العربي في الغرب تداولته أيدي العلماء وعقولهم، حتى إن أسماء أطباء كالزهراوي وابن سينا والرازي اشتهرت في أوروبة كشهرتها في ديار الإسلام، وذلك أن الطب في ذلك العهد كان قائماً على بعض معارف العلماء ويحتل درجة متأخرة في برامج التعليم في الأديرة، على عكس ما كان عليه في البلاد الإسلامية. وقد ارتكز الطب العربي على مؤلفات القدماء التي تشربها الأطباء العرب فأثمرت ونمت على أيديهم.ومن خلال مطالعتنا فصول هذا الكتاب تتبين لنا بدايات الطب الأولى في مصر وفارس واليونان إلى حين تلقف العرب هذا العلم فاعتنوا به دراسة وبحثاً وتجربة وبلغوا به حد الكمال، حيث أينعت ثماره في دول العالم قاطبة وخصوصاً في أوروبة التي كانت ما تزال غارقة في عتمة الجهل والانطواء.