بدأت الفكرة في ذهن المؤلفة حينما كانت تناقش مع الاطفال بعد سؤال ماذا تتمنى ان تكون في المستقبل؟ او بشو بتحب تشتغل بعدما تكبر؟.كانت اجابات الأطفال في الروضة والصف الأول بهز كتفيه، او يهمهم، وذلك يعني ان ليس لديهم مسمى للوظيفة التي يحبونها.والمحطة الثانية التي اثارتني حينما كنت اناقش الطلبة الجامعيين والذين يردون فشهم في التنبؤ ال...
قراءة الكل
بدأت الفكرة في ذهن المؤلفة حينما كانت تناقش مع الاطفال بعد سؤال ماذا تتمنى ان تكون في المستقبل؟ او بشو بتحب تشتغل بعدما تكبر؟.كانت اجابات الأطفال في الروضة والصف الأول بهز كتفيه، او يهمهم، وذلك يعني ان ليس لديهم مسمى للوظيفة التي يحبونها.والمحطة الثانية التي اثارتني حينما كنت اناقش الطلبة الجامعيين والذين يردون فشهم في التنبؤ الوظيفي الى البطالة، وبعضهم كانوا يؤكدون مصطلح سموه بـ فيتامين ويقصد وجود واسطة.خيب ظني سيادة هذا التفكير المهني لدى الأطفال، ثم تبعه التفكير المهني لدى طلبة الجامعة. أي ان طالب الجامعة ينه الدراسة الجامعية وليس امامه ضوء في نهاية النفق الذي دخله.ضياع تفكير الأطفال والشعور بالعجز، وفقد الكلمات والأسماء لتسمية ما يحب. وضياع تفكير الشباب وهم ليس لديهم أمل في الوظيفة، او شعوره بالخجل لما يحمل من مهارات او كفايات تساعده على بلورة وظيفة بعد الجامعة.رددت سبب الضياع لدى الأطفال، ولدى الشباب الى ضياع هوية القدرات والامكانيات، ومعرفة الذات، ومعرفة امكانات صياغة المستقبل وضياع القدرة الكافية لدى الأطفال، وضياع المواقف التي يتوقع منها شحذ امكانات الشاب في الدراسة والتأهيل الجامعي.ان هذا الواقع المظلم للتفكير المهني للطفل الذي تسبب في معاملة المجتمع للطفل، وتصوره بالصغر، والعجز. ان قلة الاحترام للطفل يؤدي إلى فشل المجتمع في بناء لبنات المستقبل واضاعة امكانات الطفل.والواقع المظلم لتفكير الشباب في انفسهم وتفكيرهم وتوقعهم في المستقبل سوف يقود إلى ايجاد شباب بدون هدف، وليس في اذهانهم نقاط ضوء في نهاية نفق.والخروج من هذا المأزق يكمن في مساعدة الطفل على اظهار بذرة تفكيره المهني، والاعتناء بها لتظهر وتقوى على صورة ممارسات وتفضيلات بسيطة ولو بصورة بسيطة.ومساعدة الشباب على فهم امكاناته وقدراته ولو جاءت متأخرة، وكما يقول الخبراء، ليس هناك ما هو متأخر.ان البدء في العناية بالتفكير المهني للأطفال وتطويره، وزيادة الفرص لإظهارها بطريقة واضحة تحل معضلة الفشل المهني للشباب مستقبلاً، وهذا هو الهدف العظيم لهذا الكتاب، آملاً في ظهور جيل من الأطفال يسيرون وأمامهم نقاط كبيرة في نهاية كل الانفاق التي يدخلون فيها، وليس لديهم يد في دخولها أو تجنبها. ونقلهم من السلبية الى القرار في كل ما يريدون تحقيقه في المستقبل.آمل ان هذا الكتاب يعمل عمل مصباح الضوء في يد كل طفل حين دخوله الانفاق المظلمة الغامضة. وسيتحقق ذلك بإذن الله حينا تتبنى المعلمة الدور الايجابي في مساعد الأطفال على تحقيق هذه الطموحات والاحلام.