(المتحذلقات) ملهاة ساخرة للفرنسي المبدع جان باتيست بوكلان "موليير" يتعرض فيها لعيوب مجتمعه وما فيه من مظاهر التخلف والإسراف في حياة يكتنفها الرياء والكذب متخذاً لها نماذج من نساء عصره اللواتي نزحن من الريف الباريسي إلى المدينة، ورحن يقلدن صاحبات الصالونات ممن فتحن بيوتهن منتديات يستقبلن فيها مشاهير أهل الشعر والموسيقى والأدب.ومس...
قراءة الكل
(المتحذلقات) ملهاة ساخرة للفرنسي المبدع جان باتيست بوكلان "موليير" يتعرض فيها لعيوب مجتمعه وما فيه من مظاهر التخلف والإسراف في حياة يكتنفها الرياء والكذب متخذاً لها نماذج من نساء عصره اللواتي نزحن من الريف الباريسي إلى المدينة، ورحن يقلدن صاحبات الصالونات ممن فتحن بيوتهن منتديات يستقبلن فيها مشاهير أهل الشعر والموسيقى والأدب.ومسرحية المتحذلقات تدور أحداثها حول رب أسرة "جورجيبس" يعيش مع فتاتين إبنته "ماديلون" وإبنة أخيه "كاتوس". يتقدم بالزواج منهما عاشقان هما " لاجرانح و دوكروازي" فيقابلان بالرفض لأنهما من أصحاب البروتوكولات المتمثلة بالمخاطبات الغرامية والأشعار الغزلية، لذلك اعتبرا أي الخطيبين موضة بالية .. فها هي الفتاة "كاتوس" تستعرض لعمّها كل عيوب الخطيبين.كاتوس: ألست توافقني على أن مظهر الرجل في مجموعه هو الذي يدل على قيمته الحقيقية؟ ومن ثم تعلق على هندامهما وقبعتهما الخاليتين من الريش، وسترتيهما اللتين تنقصهما الأشرطة والزينة ... وحين ينادي جورجيبس فتاتيه بإسميهما الحقيقيين تعاتبانه بأن ذلك تصرف غير عصري، لا يصلح لأية قصة غرامية ... وتختاران لنفسيهما إسمين رنانين هما " بوليكسينيا و أمنيتا " لكن الأب يثور ولا يعترف إلا بإسميهما الحقيقيين اللذين أطلقهما عليهما حين تعميدهما.. ويصر على زواجهما بالطريقة التقليدية ويشترط عليهما أن تلتزما برأيه في زواجهما ويهدد بإدخالهما الدير كراهبتين .. أما الخطيبان المرفوضان فيدبران حيلة ومكيدة يوهمان بها الفتاتين المتحذلقتين، وذلك بإرسال خادميهما "ماسكاريل وجود يليه ليمثلا أمامهما أنهما من العظماء والنبلاء وجاءا لخطبة الفتاتين.تتوالى الأحداث حتى تقام في صالة الفتاتين حفلة موسيقية راقصة، وبينما كان الخادمان "ماسكاريل و جوديليه" اللذان انتحلا شخصيتي نبيلين يرقصان ويغنيان وجميع المدعوين في حالة من المرج والهرج يدخل سيداهما ويقومان بضربهما بالعصي أمام الجميع ...( المتحذلقات ) مسرحية "مولييرية"، أحدثت ثورة كبيرة هزت بسخريتها أوساط المجتمع الفرنسي في ذلك الوقت، وكانت ولا زالت قنبلة إجتماعية يشار إليها بالبنان إذا ذكرت مسرحيات موليير الساخرة.