كأننى أخطو فى مدينة أخرى. الشوارع تلفها ظلمة خفيفة رغم أننا فى منتصف النهار، أناس شاحبون يسيرون على عجل دون أن يلتفتوا للخلف، أردت أن استوقف أحدهم، لكنه لم ينتبه إلى، فضممت البالطو الرمادى حول جسدى، وأنا أنصت لصوت أجش ينبع من داخلى.أخيرا عثرت عليه.. بار قديم يقع فى الدور الأرضى لإحدى البنايات المصممة على الطراز البلجيكى. دلفت ...
قراءة الكل
كأننى أخطو فى مدينة أخرى. الشوارع تلفها ظلمة خفيفة رغم أننا فى منتصف النهار، أناس شاحبون يسيرون على عجل دون أن يلتفتوا للخلف، أردت أن استوقف أحدهم، لكنه لم ينتبه إلى، فضممت البالطو الرمادى حول جسدى، وأنا أنصت لصوت أجش ينبع من داخلى.أخيرا عثرت عليه.. بار قديم يقع فى الدور الأرضى لإحدى البنايات المصممة على الطراز البلجيكى. دلفت إلى الداخل، فقابلنى ضوء شحيح ينبعث من عدة شموع موضوعة فى كوى على مسافات متساوية بالحائط.رمقنى البارمان ذو الشارب الكث بنظرة متفحصة، ثم واصل حديثا مقتضبا مع شخص يجلس أمامه على الكونتر.اخترت كرسيا قريبا من الفونوغراف الضخم، واتكأت بكوعى على المائدة المصنوعة كغيرها من موائد المكان على هيئة جذع غير متناسق لشجرة ضخمة. سرقنى البار بجذوع أشجاره، وبشموعه مهتزة الإضاءة قبل أن أنتبه على يد غليظة غزيرة الشعر تضع أمامى زجاجة نبيذ وكأسا كريستاليا.