على الرغم من الكتابات الكثيرة التي تناولت تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث والمعاصر على مدى السنوات السابقة سواء باللغة العربية أم باللغة الإنجليزية، في أكثر من مكان في الوطن العربي وخارجه، إلا أن أغلب الدراسات كانت من خلل -إذا جاز التعبير- في مسألة تناول الفترة التاريخية الممتدة في قيام الدولة السعودية الأولى عام 1744 وحتى...
قراءة الكل
على الرغم من الكتابات الكثيرة التي تناولت تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث والمعاصر على مدى السنوات السابقة سواء باللغة العربية أم باللغة الإنجليزية، في أكثر من مكان في الوطن العربي وخارجه، إلا أن أغلب الدراسات كانت من خلل -إذا جاز التعبير- في مسألة تناول الفترة التاريخية الممتدة في قيام الدولة السعودية الأولى عام 1744 وحتى نهاية القرن العشرين (تحديداً في عقد الثمانينيات) في حين اقتصرت دراسات وكتب إما على مرحلة من مراحل تكوين الدولة السعودية أو ركزت أخرى على جانب إما داخلي من تاريخ المملكة أو خارجي منه، وبات الباحث العربي والدارس والقارئ عامة بحاجة ماسة إلى كتاب واف يتناول التأسيس والتكوين حتى فترة قريبة معتمدة على مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.في ضوء هذه وغيره تولدت الرغبة لدى الباحث "مفيد الزيدي" في وضع كتاب يتناول تاريخ المملكة العربية السعودية من التأسيس عام 1744 وحتى نهاية عهد الملك فيصل بن عبد العزيز (رحمه الله) عام 1975 بالاعتماد على مصادر ومراجع مهمة في هذا الموضوع من جهة وعلى خبرته في تدريس مادة تاريخ الخليج العربي لعدة سنوات في جامعات الموصل وبغداد ودرنة (ليبيا) فضلاً عن عمله الاستشاري العلمي في عمان (الأردن) بين المؤسسات الثقافية.من هناك تنطلق فلسفة هذا الكتاب من حيث اعتماد المنهج التاريخي في البحث، على أساس تحليلي برؤية علمية وموضوعية غير متحيزة لهذا الطرف أو ذاك. فالمهم هو البحث عن الحقيقة وتدوين الوقائع كما هي دون مجاملة.وهكذا جاء كتابه متكوناَ من أحد عشر فصلاً فضلاً عن مقدمة وملاحق وأشكال وجداول ومصادر وهوامش وملاحظات متنوعة, كان التمهيد عن أوضاع شبه الجزيرة العربية السياسية والجغرافية كمدخل لهذا الكتاب، ثم الفصل الأول عن ظهور آل سعود والحركة السلفية (الوهابية) والعلاقات الدينية -السياسية من أجل ظهور الدولة وعلاقاتها مع القوى القبلية الداخلية والقوى المجاورة في هذه المرحلة.في الفصل الثاني: هو تأسيس الدولة السعودية الثانية (1843-1891) وعهد الأمير فيصل بن تركي والفترة اللاحقة له ومن ثم حكمه (1843-865) والمشكلات مع القبائل، والعلاقات مع مشيخات الخليج العربي، وعلاقات فيصل مع بريطانيا، ثم الدولة ما يعد فيصل حتى نهاية الدولة الثانية عام 1889.وتناول الفصل الثالث استعادة آل سعود للرياض عام (1902-1914) والصراع الذي قاده الملك عبد العزيز آل سعود مع القوى القبلية في المنطقة ونشأة حركة الإخوان على يديه القوى قبلية عسكرية. أما الفصل الرابع فتطرق إلى سياسة بريطانيا تجاه آل سعود خلال الحرب العالمية الأولى عبر الاتصالات من خلال الوسطاء العرب، ودور الأتراك في المنطقة وعلاقاتهم مع الأمير عبد العزيز آل سعود.في الفصل الخامس تناول الكتاب عملية توحيد شبه الجزيرة العربية (1918-1926) مع الحجاز والكويت وشرق الأردن والعراق وحائل وعسير. أما الفصل السادس فهو عن السلطة السعودية بين (1926-1934) ويتحدث عن الحجاز ومعاهدة عسير عام 1926، ومعاهدة جدة 1927، وحركة الإخوان عام 1929، وغيرها.وفي الفصل السابع عن العلاقات الداخلية للمملكة من الإدارة والنخب والميزانية والجيش والتربية والتعليم والأمور الدينية. أما الفصل الثامن فهو عن المملكة والنفط والسياسة الدولية، والبحث عن النفط والامتيازات واستخراج النفط. في الفصل التاسع تناول الكتاب المملكة خلال الحرب العالمية الثانية وموقفها المحايد في الحرب، والأوضاع في الخمسينيات والسياسة الخارجية الجديدة وأزمة واحة البريمي والعلاقات الإقليمية للمملكة.في الفصل العاشر، تطرق الكتاب للاتجاهات السياسية والفكرية في المملكة من ليبرالية وقومية وإسلامية وماركسية عبر أفكارها وتنظيماتها وشخصياتها وقواها المختلفة. في الفصل الحادي عشر تم التحدث عن التطورات الداخلية والخارجية للمكلة بين (1958-1975) من خلال علاقات الأمير فيصل والملك سعود، والموقف من اليمن، والمجتمع السعودي، والحرب مع مصر في اليمن، والعلاقات مع بريطانيا والسياسة العربية، والأوبك والأوضاع الداخلية في المملكة في السبعينات وموقفها من القضية الفلسطينية.