في فلسفة التعليم "نحو إصلاح الفكر التربوي العربي للقرن الحادي والعشرين"

أحلم بنظام تعليمي يرتبط فيه المعلم والمتعلم بمشكلات مجتمعهم بحيث يكونوا قادرين على بلورة هذه المشكلات ويمتلكون القدرات والمهارات التي تؤهلهم لحلها في ظل مجتمع يدفع لمن يبدع بقدر ما يمتلك من قدرات بصرف النظر عن درجته العلمية وعن أهله أو نسبه أو جنسيته. أحلم بنظام تعليمي يختصر المسافة بين النظر والعمل، بين النظرية والتطبيق؛ بحيث تتحول فيه النظرية العلمية المكتشفة إلى تكنولوجيا قادرة على حل المشكلات وصنع التقدم وتحويل عوامل الفقر إلى عوامل ثراء ورفاه. أحلم بنظام تعليمي قادر على المنافسة دوليًا بمضامينه ومعلميه وخريجيه. وهذا ليس ببعيد ولا بمستحيل على الإنسان المصري الذي صنع أول حضارة متقدمة في البشرية جمعاء، تلك الحضارة التي لا تزال قادرة على تحدي قدرات البشر جمعاء، تلك الحضارة التي لا تزال قادرة على تحدي قدرات البشر العلمية حتى الآن بما أبدعته وبما أنجزه صناعها الأفذاذ.إن الأحلام ليست مستحيلة وخاصة إذا ما توافرت لنا إرادة تحويلها إلى واقع، وإذا ما توفرت لنا ببساطة إرادة النجاح بإخلاص وبجد وتفاني. إن مشكلاتنا التعليمية نحن نعرفها، ومعوقات تقدمنا نحن أعرف بها من غيرنا. وكم لدينا من دراسات ومؤتمرات وأبحاث تقدم لنا كل ذلك، والأمل كبير في أن نملك شجاعة التغيير وإرادة التحول إلى أمة تجعل من التعليم حقًا قاطرة لصنع التقدم.إن ما أقدمه لك عزيزي القارئ في هذا الكتاب هو مجموعة من الدراسات والمقالات والمؤتمرات التي شكل كتابي لها واهتمامي بها منعطفًا هامًا في حياتي العلمية، أخرجني من مجال تخصصي الضيق في الفلسفة القديمة، إلى مجال قضايا التربية والتعليم عبر سنوات عديدة قضيتها ولازلت أجني ثمارها في عمادة كلية التربية.