هذا الكتاب هو الرابع من سلسلة "الأئمة الأربعة" وهو مخصص للحديث عن الإمام الجليل أحمد بن حنبل، حيث يتطرق للحديث عن منشأ الإمام ومرباه، قبيلته، وبطولات رجالها، والدة الإمام، وحدبها الشديد عليه... بعد ذلك يتحدث عن شيوخ الإمام الجليل، وطلبه العلم على أيديهم، مرتحلاً إليهم قاصداً حلقاتهم أينما وجدت، تستوى في ذلك الحلقة القريبة في بغد...
قراءة الكل
هذا الكتاب هو الرابع من سلسلة "الأئمة الأربعة" وهو مخصص للحديث عن الإمام الجليل أحمد بن حنبل، حيث يتطرق للحديث عن منشأ الإمام ومرباه، قبيلته، وبطولات رجالها، والدة الإمام، وحدبها الشديد عليه... بعد ذلك يتحدث عن شيوخ الإمام الجليل، وطلبه العلم على أيديهم، مرتحلاً إليهم قاصداً حلقاتهم أينما وجدت، تستوى في ذلك الحلقة القريبة في بغداد، أو القريبة البعد في واسط والكوفة والبصرة، أو البعيدة في مكة والمدينة، أو النائية في صنعاء اليمن.وفي مرحلة لاحقة يتحدث الكتاب عن هيئة الإمام أحمد ومعالم شخصيته، فيذكر وصفه وصفته ومهابته، كما يشير إلى زواجه المتأخر، وزوجاته بالتتابع وأولاده. كما تحدث عن ورعه وزهده وتواضعه، ورفضه أموال الخلفاء وعطاياهم، مع كونه في أشد الحاجة إلى المال، وهو في ذلك مماثل للإمام أبي حنيفة، فكل من الإمامين الجليلين رفض قبول هدايا الخلفاء وأموالهم رفضاً باتاً، على أن الإمام الشافعي قبل ذات مرة هبة مالية من الرشيد، ولكنه وزعها جميعاً على الفقراء على باب قصر الخليفة.ولما كان لآراء الإمام أحمد أهمية قصوى فقد خصص الكتاب فصلاً خاصاً تحدث عن فكر الإمام أحمد وتناول آرائه في الإمامة والصحابة والسياسة بالدرس والتفصيل، وأصل العقيدة عند الإمام أحمد هو نفسه ذلك الذي اتفق عليه سائر الأئمة مأثوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وحدانية الله سبحانه وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما أتى به الرسل والأنبياء.ولما كانت فتنة خلق القرآن وصمود الإمام أحمد في أتونها تشكل معلماً بارزاً من معالم شخصيته. فقد أفرد لها فصلاً خاصاً من هذا الكتاب مع بسطة في التناول وتحليل للأحداث، ومتابعة لكيد مدبريها، وكشف لبدايتها وأصولها. فأورد كتب المأمون الثلاثة إلى إسحاق بن إبراهيم صاحب شرطة بغداد، وهي كتب غريبة المحتوى بحيث يستغرب صدورها من خليفة عرف بالعلم ثم لم يتورع عن أن ينال فيها من علماء المسلمين وسبهم.بعد ذلك تم التحدث عن فقه ابن حنبل ودخوله إليه من باحة الحديث الشريف، كما وتم التطرق لمؤلفات الإمام، ومظاهر التشدد ومظاهر التفسير في الفقه الحنبلي، وأخيراً تم التحدث عن تلاميذ الإمام ومؤلفاتهم، وهم في مجملهم باقة من العلماء تتضوع عطراً وتفوح طيباً، إنه من الصعب إحصاؤهم، ومن ثم فقد وقع الاختيار على أشهرهم وأكثرهم صلة بالإمام، وأوفرهم إنتاجاً لصالح المذهب.وبالتالي تم التحدث عن عبد الملك الميموني، وأبي بكر المروذي، ومهنأ بن يحيى، وأبي بكر الأثرم، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وصالح وعبد الله ابني الإمام أحمد، وكلاهما كان عوناً لأبيه، كاتباً له، مشيرا عليه، آخذا بيده في المحنة. إن الحديث عن هؤلاء التلاميذ وصفاتهم وعلمهم وسير حياتهم لما يثلج القلب ويسر الخاطر ويكفيهم شرفاً أنهم تلامذة أحمد بن حنبل.