﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَاوَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾لعلّنا كثيراً ما قرأنا هذه الآية المباركة، أو تردّدت في أسماعنا عند كلّ زفاف، ولعلّنا فكّرنا أيضاً في معناها وتفسيرها، ولكن كلام الله بحر لا ينفد، وقعر...
قراءة الكل
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَاوَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾لعلّنا كثيراً ما قرأنا هذه الآية المباركة، أو تردّدت في أسماعنا عند كلّ زفاف، ولعلّنا فكّرنا أيضاً في معناها وتفسيرها، ولكن كلام الله بحر لا ينفد، وقعره عمق لا يدرك، وكلّ مَن دخل فيه خرج بحلّة جديدة. ولو سلّطنا الضوء في هذه الآية على كلمة " مودّة ورحمة " لوجدنا أنّ بناء الأسرة كما يريده الله سبحانه لا بدّ أن يكون على هذين الركنين العظيمين، وإنّ أيّ أسرة تفقد أساس المودّة أو أساس الرحمة تُهدّد بالتدمير، ولم تبق أسرة، وتتحوّل إلى علاقة ماديّة بين الزوجين، أو علاقة تسلّط وسيطرة من طرف على طرف، بينما نلاحظ أنّ الأسرة الّتي تسودها المودّة، يبذل فيها الزوج أغلى ما عنده لزوجه لا لشيء ماديّ، ولا يريد منه أجراً أو جزاءً، وإنّما فقط لأنّه يحبّه، بل قد تترقّى هذه المودّة عبر المعاشرة،بمرور الوقت، لتصبح العلاقة هي علاقة الرحمة والأنس، لا كما يظنّ بعض الناس من أنّ الزواج "مقبرة الحب ّ"، كلّا، الزواج المبنيّ على المودّة والرحمة لا يكون مقبرة الحبّ، بل يصبح الزوج لا يستطيع العيش من دون زوجه ولو للحظات.