إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من روح وجسد وكما يحتاج هذا الجسد للغذاء فإن روحه تحتاج أيضاً لذلك وإلا يختل التوازن عند الإنسان فيصبح جسداً بلا روح، لذلك لا بد من الرجوع إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام لنزود هذه الروح بما تحتاج من الزاد حتى تتلاءم في نشأتها مع الجسد المودعة فيه، فكان اختيار خطبة المتقين لسيد الموحدين وإمام ال...
قراءة الكل
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من روح وجسد وكما يحتاج هذا الجسد للغذاء فإن روحه تحتاج أيضاً لذلك وإلا يختل التوازن عند الإنسان فيصبح جسداً بلا روح، لذلك لا بد من الرجوع إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام لنزود هذه الروح بما تحتاج من الزاد حتى تتلاءم في نشأتها مع الجسد المودعة فيه، فكان اختيار خطبة المتقين لسيد الموحدين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي تكلم عن صفات المتقين والسالكين إلى الله تعالى مبيناً صفاتهم وتفانيهم وشوقهم إلى المحبوب الأوحد، الذي ينعكس ذلك على تصرفاتهم بل وسكناتهم فتصبح ساعاتهم وأيامهم كلها لله تعالى فيجدهم الله حيث يحب ويفتقدهم حيث يكره، فكان لهذه الخطبة الجليلة أثرها على أصحابها هادية لهم ومحددة طريقهم وخياراتهم.