يمتد التفاعل بين العالم الإسلامي والغرب إلى قرون خلت، وعلى الرغم من أن نقاط الاختلاف بين الطرفين معروفة جيداً، فإن تبادل المعرفة والوعي الثقافي بينهما لا يمكن الاستخفاف به؛ كما أن تأثير هذه الأشياء في كلتا الحضارتين ملموس. وقد ركزت الأحداث التاريخية الأخيرة الاهتمام مرة أخرى على نقاط الاختلاف المتصوَّرة والدلالات السلبية المرتبط...
قراءة الكل
يمتد التفاعل بين العالم الإسلامي والغرب إلى قرون خلت، وعلى الرغم من أن نقاط الاختلاف بين الطرفين معروفة جيداً، فإن تبادل المعرفة والوعي الثقافي بينهما لا يمكن الاستخفاف به؛ كما أن تأثير هذه الأشياء في كلتا الحضارتين ملموس. وقد ركزت الأحداث التاريخية الأخيرة الاهتمام مرة أخرى على نقاط الاختلاف المتصوَّرة والدلالات السلبية المرتبطة بها. كذلك، عمل ظهور تكنولوجيا الاتصالات على تكريس وجهات النظر هذه في جميع أنحاء العالم بسرعة لا تُصدَّق، وكان على زعماء العالم إدراك أهمية استخدام هذه التكنولوجيا، إما لتصحيح الانتقادات والصور النمطية للغرب والإسلام بشكل عام، وإما لتقديم وجهة نظر مضادة لها على الأقل. ومن خلال العودة إلى الماضي، يمكن أن نجد في بعض الأحيان وسيلة لتحقيق مستقبل أكثر أمناً، فالأمثلة الماضية من التعاون والتعايش المشترك بين الغرب والعالم الإسلامي-إذا ما أخذنا في الاعتبار السياق والمفهوم التاريخي لهذه الفترات- يمكن أن تقدم وسيلة للتفاهم والاحترام المتبادلين. وإذا أخذنا إيجابيات من الماضي، وقمنا بتعزيز ما لدينا من أشياء مشتركة حالياً، فإن ضجيج التطرف سيظل بعيداً على الدوام.هذا الكتاب، يناقش الكيفية التي تطورت بها العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي، ويركز على أن المصالح المشتركة تلتقي وتتباعد، وكذلك احتمالات التعايش السلمي المشترك. والكتاب يضم مجموعة قيِّمة من الأوراق التي قُدِّمت في الندوة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان الإسلام والغرب: حوار حضاري، خلال الفترة 16-17 أيار/مايو 2011 في أبوظبي، واستضاف فيها مجموعة من الخبراء البارزين من مختلف الخلفيات الأكاديمية والسياسية والتعليمية بالتعاون مع كلية السياسة والشؤون الدولية في جامعة مين، بالولايات المتحدة.
