نفط الخليج بعد الحرب على العراق: استراتيجيات وسياسات

باعتباره واحداً من الأعضاء المؤسسين بمنظمة أوبك، وبما لديه من قطاع نفطي راسخ واحتياطي نفطي هائل لم يستغل بعد، ظلّ العراق دوماً لاعباً أساسياً في صناعة النفط العالمية. ومع ذلك، فإن قطاعه النفطي لم يستغل استغلالاً كاملاً، إذ تعرّض لمعوقات بسبب العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق في حقبة التسعينيات، وما تبع ذلك من خراب ودمار ألحقهما به الغزو العسكري بقيادة الولايات المتحدة عام 2003. ولهذا فإن اضطراب إمدادات النفط العراقي واحتمالات استئنافها تتضمن انعكاسات في المديين القصير والمتوسط، ليس على العراق وحده وإنما أيضاً على الخليج العربي، ومنظمة أوبك وسوق النفط العالمية. وعلى الرغم من أن المنظمة حققت استقراراً في الإمدادات والأسعار في الفترة التي أعقبت الغزو مباشرة، فإن الاضطرابات الجيوسياسية تؤدي إلى تحديات رئيسية في إدارة السوق. ففي خريطة النفط العالمية الجديدة، تحول التركيز الجغرافي لعمليات الاستكشاف والإنتاج بعيداً عن الخليج العربي إلى مناطق جديدة مثل روسيا وحوض بحر قزوين وفنزويلا وغرب إفريقيا. وفي ظل التوقعات بزيادة هائلة في الطلب العالمي على الطاقة، خاصة في آسيا، ومساعي الشعوب لتنويع وتأمين إمداداتها النفطية، فإنه يجب على الدول الأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة أوبك الاتجاه نحو الاستثمارات الاستراتيجية والخيارات الإنتاجية الملائمة لمواجهة التحديات المتوقعة للعرض.ما احتمالات حدوث "إنعاش سريع" لصناعة النفط العراقية؟ كيف ستؤثر عودة إمدادات النفط العراقي إلى الأسواق العالمية في الدول الخليجية المنتجة؟ ما التعديلات الناجمة عن ذلك في حصص الإنتاج والإمدادات، والتي يجب على أوبك النظر فيها؟ كيف ستسير العلاقة مستقبلاً بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك؟ ما الاستثمارات الاستراتيجية التي يجب على منتجي النفط الخليجيين تنفيذها للحفاظ على موقعهم العالمي في المشهد النفطي القادم؟ هذه الموضوعات الحيوية تناولها بالبحث والنقاش خبراء صناعة النفط إبان المؤتمر السنوي التاسع للطاقة الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في الفترة من 19-20 أكتوبر/تشرين الأول 2003 في أبو ظبي- الإمارات العربية المتحدة. وتوفر أوراق المؤتمر، التي جُمعت بين دفتي الكتاب، رؤية عميقة لهذه الموضوعات.