تعد العولمة عملية مستمرة وسريعة الانتشار، وهي عملية تعيد تعريف الديناميات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المعاصرة. فقد أدى تزايد الترابط بين الأمم من خلال اتساع الروابط السياسية، وتعاظم التكامل الاقتصادي والثقافي، وتنامي الثروة العالمية إلى المزيد من التفاعل بين مختلف الدول في جميع أنحاء العالم.ويُنظر إلى العولمة عمو...
قراءة الكل
تعد العولمة عملية مستمرة وسريعة الانتشار، وهي عملية تعيد تعريف الديناميات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المعاصرة. فقد أدى تزايد الترابط بين الأمم من خلال اتساع الروابط السياسية، وتعاظم التكامل الاقتصادي والثقافي، وتنامي الثروة العالمية إلى المزيد من التفاعل بين مختلف الدول في جميع أنحاء العالم.ويُنظر إلى العولمة عموماً على أنها عملية نافعة، وإن كانت هناك بعض الأوساط التي تعتبرها تهديداً للسيادة الوطنية والثقافة المحلية. وبرغم أن العولمة قد نشأت بفضل تزايد الاستقرار والأمن في العالم، فإن العوامل التي أسهمت في نشوئها تساعد أيضاً على زعزعة الاستقرار في العالم. فمن دون التكامل العالمي كانت المجموعات الإرهابية -على سبيل المثال- ستجد صعوبة أكبر بكثير في التواصل والسفر وتحويل الأموال والمواد في الخفاء. كما أن العولمة أسهمت في تسهيل التجارة الدولية غير المشروعة، سواء كان ذلك في المواد أو الأفراد أو الأموال.وإسهاماً في الجدل المتزايد بشأن تأثير العولمة في التنمية العالمية، استضاف مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤتمراً متخصصاً بعنوان «العولمة في القرن الحادي والعشرين: ما مدى ترابطية العالم؟» في أبوظبي في الفترة 23-25 نيسان/إبريل 2007، حيث دعا الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر إلى تقاسم آرائهم بشأن العولمة، وإلى تناول هذه الظاهرة بالدراسة والتحليل؛ بما يتيح التعرف على أوسع نطاق من وجهات النظر بشأن هذا الموضوع. وقد كان المتحدثون في المؤتمر من خلفيات متنوعة؛ فمنهم الأكاديميون، ومنهم المهنيون، ومنهم القائمون على صنع القرار، وهم يمثلون طيفاً واسعاً من الآراء ويتمتعون بمستوى راق من الخبرة.وهذا الكتاب يجمع بين دفتيه آراء هؤلاء الخبراء، والتي تندرج ضمن المواضيع التالية: العولمة وأسسها ومظاهرها الاقتصادية، والهجرة وحرية التنقل، والانعكاسات الاجتماعية للعولمة، والسياسة في نظام دولي معولم، والتهديدات الأمنية الجديدة الناشئة من العولمة، والمسؤوليات العالمية على المستويين الوطني والتجاري.