سلطان العقل

جملة مقالات محكومة في تصنيفها بمفهومي عن الوعي بالزمان. وهذا الوعي يستند إلى أن الأولوية للمستقبل وليس للماضي لأن الإنسان مشدود إلى غاية، أي إلى رؤية مستقبلية يريد تحقيقها في الواقع، فإذا تحققت يكون قد نقل، في هذه الحالة، الوضع القادم إلى وضع قائم. ومع الوقت ينزلق هذا الوضع القائم إلى الماضي، وعندئذ ينتهي الوضع القائم ليفسح الطريق لوضع قادم آخر. في هذا الإطار قسمنا الكتاب إلى ثلاثة فصول: وضع قادم ووضع قائم ونهاية وضع. نهاية وضع مرادف لما يقال عنه إنه تراث. ومعنى ذلك أن الوضع القادم يقوم بعملية بتر للتراث. وقد قام بعملية البتر، في الحضارة الإسلامية، ابن رشد، وفي الحضارة الغربية، ديكارت. إلا أن هذا البتر لم يكن ممكنًا إلا بـ"سلطان العقل". ومن هنا جاء عنوان هذا الكتاب.