من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى، انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم، وقد أدى انتشارها إلى مفاسد كثيرة، منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية، ومنها ما هو من الأمور التشريعية، وقد اقتضت حكمة العليم الحكيم سبحانه وتعالى أن لا يدع هذه الأحاديث التي اختلقها المغرضون لغايات شتى تسري بين المسلمين دون أن ...
قراءة الكل
من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى، انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم، وقد أدى انتشارها إلى مفاسد كثيرة، منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية، ومنها ما هو من الأمور التشريعية، وقد اقتضت حكمة العليم الحكيم سبحانه وتعالى أن لا يدع هذه الأحاديث التي اختلقها المغرضون لغايات شتى تسري بين المسلمين دون أن يقبض لها من يكشف القناع عن حقيقتها ويبين للناس أمرها، أولئك هم أئمة الحديث الشريف، فقد قام هؤلاء ببيان حال أكثر الأحاديث من صحة أو ضعف أو صنع، وأصّلوا أصولاً متينة، من أتقنها وتضلع بمعرفتها أمكنة أن يعلم درجة أي حديث ولو لم ينصّوا عليه.وألف المتأخرون منهم كتباً خاصة للكشف عن الأحاديث وبيان حالها، وأشهرها وأوسعها كتاب "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للحافظ السخاوي، ونحوها كتب التمزيجات، فإنها تبين حال الأحاديث الواردة في كتب من ليس من أهل الحديث وما لا أصل له من تلك الأحاديث، ومع أن هؤلاء الأئمة قد سهلوا السبيل لمن بعدهم من العلماء والطلاب، إلا أنهم انصرفوا عن قراءة الكتب المذكورة فجهلوا بسبب ذلك حال الأحاديث التي حفظوها عن مشايخهم أو يقرؤونها في بعض الكتب التي لا تتحرى الصحيح الثابت. ولخطورة هذا الأمر رأى "محمد ناصر الدين الألباني" أن يساهم في ترتيب سبيل الاطلاع على الأحاديث التي نسمعها في هذا العصر. أو نقرأها في كتاب متداول، مما ليس له أصل يثبت عند المحدثين، أوله أصل موضوع ولعل في ذلك تحذيراً وتذكيراً لمن يتذكر أو يخشى. هذا ولم يتقيد الباحث في سوقها بترتيب خاص بل حسبما اتفق. ولذلك فإنه ابتدأها بذكر حديثين قرأهما في مقال نشر في العدد 2404) من جريدة العلم لأحد المرشدين في صدد بحث له مفيد في إسراء النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه إلى السماء.