إصلاح النفس هدف يرجوه كل مسلم،و لكن دونه عقبات عظيمة لاسيما في هذا العصر ،وأعظم هذه العقبات ماكان من داخل الشخص نفسه .ثم إن المسلم إذا خلّص دواخله من كل هذا فجأته مجموعة من المطالبات النفسية الداخلية-وهي مايمكن أن يسمّى النوازع- و في كثير من الأحوال يقوده عدم تحقيقها إلى اليأس و الإحباط إن لم تدركه رحمة مولاه و فضله.و النوازع هو...
قراءة الكل
إصلاح النفس هدف يرجوه كل مسلم،و لكن دونه عقبات عظيمة لاسيما في هذا العصر ،وأعظم هذه العقبات ماكان من داخل الشخص نفسه .ثم إن المسلم إذا خلّص دواخله من كل هذا فجأته مجموعة من المطالبات النفسية الداخلية-وهي مايمكن أن يسمّى النوازع- و في كثير من الأحوال يقوده عدم تحقيقها إلى اليأس و الإحباط إن لم تدركه رحمة مولاه و فضله.و النوازع هو ماتنزع إليه النفس و تشتهيه:فالمسلم النلتزم بدينه يحب أن يكون داعية..و يرغب أن يكون قويّ الإيمان،راسخ اليقين.يحب أن يكون من العابدين الزاهدين.يستهويه المال الصالح..و تدفعه نفسه الى أن يكون من رجال الشهرة المعروفين المتصدرين.و هو من الراغبين في الثقافة الفكرية و الواقعية.و هو ممن لا يحب أن يّرى مقصرًا في حقوق الأهل و الأرحام و الأحباب.و يرغب أن يرى أولاده من عباد الله الصالحين فيربيهم تربية صالحة إسلامية حسنة.فهذه نوازع في النفس يرغب كل عاقل لبيب أن يجمعها و لكن هيهات أن تجتمع له إلا بتوفيق عظيم.و لشرح هذه النوازع و التوفيق بين بعضها البعض و التوازن جاء هذا البحث.مختارات من مقدمة الكاتب