من الأبعاد التي لم تدرس في ثورة الحسين رضي الله عنه بعدها البشري-إذا صحّ التعبير-نعني بذلك ما يعود إلى رجالها الذين أججوا نارها، واستشهدوا فيها-لا من حيث إخلاصهم لها، وإيمانهم بها، فقد صدقوا ذلك بالموت-بل من حيث انتماؤهم القبلي، وعنصرهم البشري وموطنهم الجغرافي، والحالة الاجتماعية، والأعمار، وغير ذلك مما يتصل بالوضع الشخصي لكل وا...
قراءة الكل
من الأبعاد التي لم تدرس في ثورة الحسين رضي الله عنه بعدها البشري-إذا صحّ التعبير-نعني بذلك ما يعود إلى رجالها الذين أججوا نارها، واستشهدوا فيها-لا من حيث إخلاصهم لها، وإيمانهم بها، فقد صدقوا ذلك بالموت-بل من حيث انتماؤهم القبلي، وعنصرهم البشري وموطنهم الجغرافي، والحالة الاجتماعية، والأعمار، وغير ذلك مما يتصل بالوضع الشخصي لكل واحد منهم.يدخل في حقل هذه الدراسة أيضاً أولئك الذين كانوا من رجال الثورة أو من جمهورها، وفاتتهم لسبب أو لآخر فرصة المساهمة فيها حين نشبت دون أن يتبدل ولاؤهم لها. إن دراسة هذا البعد من أبعاد الثورة الحسينية ضرورية لتحقيق هدفين: الأول معرفة "الدرجة" التي بلغتها "الحالة الثورية" في المجتمع الإسلامي آنذاك. الثاني: معرفة مدى مساهمة استشهاد رجال الثورة في كربلاء وغيرها في تأجيج نار الثورات التي تفجرت فيما بعد من حيث أن الانتماء القبلي أو الإقليمي المعين لهذا الثائر أو ذاك قد سبب أن تحدث شهادته تغيراً ما في ولاء بعض الرجال والجماعات للسلطة.وقد درس المؤلف في كتابه السابق "ثورة الحسين: ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية" تأثير الثورة الحسينية في تفجير ما تلاها من ثورات. أما في كتابه هذا "أنصار الحسين: دراسة عن شهداء ثورة الحسين" الذي يمثل محاولة لحفظ وجمع بعض حقوق هؤلاء الأصحاب فيدرس تأثير الثورة المباشر من خلال شخصيات رجالها، وانتماءاتهم، ومواقعهم في حياة مجتمعاتهم القبلية ومواطنهم الجغرافية.وبشكل عام يتكون هذا البحث من ثلاثة أقسام هي: 1-مقدمات: عن أبعاد الفكرة وأهدافها، ومصادر البحث. 2-كم هم ومن هم؟ عن شهداء الثورة الحسينية من الهاشميين وغيرهم في كربلاء والكوفة، والتعريف بكل واحد منهم في حدود المعلومات المتاحة عنه، مع ملحق أثبتت فيه نص الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة والزيارة الرجبية، وفصل مهم في تحقيق حال الزيارتين من حيث كونهما مصدرين لهذا البحث. 3-الدلالات: التي تستفاد من المعلومات المتعلقة بأشخاص الشهداء ووضع الدولة والمجتمع، وظروف المعركة وما سبقها وما تلاها.