ن نهج البلاغة وثيقة من أعظم وثائق الفكر الإسلامي في جميع العصور. فهو كما يقال عنه كتاب إنساني بكل ما لهذه الكلمة من مدلول: إنساني باحترامه للإنسان وللحياة الإنسانية، وإنساني بما فيه من الاعتراف للإنسان بحقوقه في عصر كان الفرد الإنساني فيه عند الحاكمين هباءة حقيرة لا قيمة لها ولا قدر، إنساني بما يثيره في الإنسان من حب الحياة والع...
قراءة الكل
ن نهج البلاغة وثيقة من أعظم وثائق الفكر الإسلامي في جميع العصور. فهو كما يقال عنه كتاب إنساني بكل ما لهذه الكلمة من مدلول: إنساني باحترامه للإنسان وللحياة الإنسانية، وإنساني بما فيه من الاعتراف للإنسان بحقوقه في عصر كان الفرد الإنساني فيه عند الحاكمين هباءة حقيرة لا قيمة لها ولا قدر، إنساني بما يثيره في الإنسان من حب الحياة والعمل لها في حدود تضمن لها سموها ونقاءها.لهذا ولغيره كان نهج البلاغة، وسيبقى على الدهر أثراً من جملة ما يحويه التراث الإنساني من الآثار القليلة التي تعشو إليها البصائر حين تكتنفها الظلمات. وحق له أن يكون كذلك وهو عطاء إنسان كان كوناً من البطولات، ودنياً من الفضائل، ومثلاً أعلى في كل ما يشرف الإنسان.وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يهدف إلى الكشف عن ناحية ما فطن لها من كتبوا عن الإمام علي وعن كتابه نهج البلاغة، وهي آراءه في الاجتماع والسياسة والاقتصاد، وهو يشتمل على أربع دراسات تناولت أربع موضوعات كبرى ذات أهمية بالغة في الفكر الإسلامي وهي: 1-المجتمع والطبقات الاجتماعية، 2-الحكم والحاكم، 3-المغيبات، 4-الوعظ.