كثر الحديث عن ثورة الحسين رضي الله عنه فمن الكتَاب من اتبع السرد التاريخي المحض، مع التركيز على عنصر المأساة فيها، ومنهم من اتبع المنهج الجمالي –التاريخي، وكتَاب هذا المنهج يسلَطون الأضواء على الفضائل أو الرذايل الشخصية لأطراف الصراع، ولكن هذين المنهجين –مع الاعتراف بكل فضائلهما- فشلوا في تحقيق هدف معاصر له أهمية بالغة في تحقيق ...
قراءة الكل
كثر الحديث عن ثورة الحسين رضي الله عنه فمن الكتَاب من اتبع السرد التاريخي المحض، مع التركيز على عنصر المأساة فيها، ومنهم من اتبع المنهج الجمالي –التاريخي، وكتَاب هذا المنهج يسلَطون الأضواء على الفضائل أو الرذايل الشخصية لأطراف الصراع، ولكن هذين المنهجين –مع الاعتراف بكل فضائلهما- فشلوا في تحقيق هدف معاصر له أهمية بالغة في تحقيق التكامل الحضاري والوعي السياسي لدى الإنسان المسلم. من هنا جاءت دراسة صاحب السماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين لثورة الحسين إضافة مهمة في وعينا السياسي، فقد عالج ثورة الحسين من زوايا جديدة، وكشف عن إبعاد جديدة وأعماق بكر فيها جعلتها- من خلال التفسير الذي قدمه في هذا الكتاب- ذات مضمون يتسق مع التطلعات التي يحملها الإنسان النعاصر في سعيه إلى مجتمع تسوده العدالة.وما يميز الكتاب أيضاً أن مؤلفه سعى إلى كشف غموض كثير من المسائل بكل موضوعية وجرأة وربما خالف الكثير في بعض الأحيان فيما خص، المرتكزات العرفية وتقاليد العوام. فوافقه بطرحه العلماء والمفكرون وأيده كل من كان صاحب فكر ومنطق.توزع الكتاب على ثلاثة فصول: في الفصل الأول تناول المؤلف "الظروف السياسية والاجتماعية" وتطرق فيه إلى منطق السقيفة وموقف عثمان من معارضيه وموقف الامام علي من الحكم بعد عثمان وآثار سياسة معاوية في المجتمع الاسلامي... أما الفصل الثاني فتحدث فيه عن "دوافع الثورة وأسبابها" وفيه يعرض المؤلف لمواقف الحسن من معاوية وموقف الحسين من يزيد في حياة معاوية وموقف الحسين من البيعة ليزيد وبواعث الثورة لدى الثائرين. وفي الفصل الثالث والأخير يستعرض المؤلف "آثار الثورة في الحياة الاسلامية" ومنها: الشعور بالإثم... وانبعاث الروح النضالية وما نتج عنها من: ثورة التوابين، ثورة المدينة، ثورة المختار الثقفي وثورات أخرى كان هدفها تحرير مجتمعهم من الطغاة وإعلاء راية الإسلام.