يجري ذكر الدروز على ألسنة الناس، ويذهبون في هذه الطائفة مذاهب شتى بينما قل أن نجد بينهم من يعرف شيئاً عن تاريخهم وحقيقة عقائدهم. ومنذ وجدت هذه الطائفة والعالم متطلع إلى كشف الستار عنها ومعرفة أسرارها وفلسفة مذاهبها، ثم تسربت كتبهم إلى خارج مجتمعهم الدرزي واستطاعت بعض مكتبات الدول أن تقتني بعض نسخ من هذه الكتب المقدسة السرية، وتر...
قراءة الكل
يجري ذكر الدروز على ألسنة الناس، ويذهبون في هذه الطائفة مذاهب شتى بينما قل أن نجد بينهم من يعرف شيئاً عن تاريخهم وحقيقة عقائدهم. ومنذ وجدت هذه الطائفة والعالم متطلع إلى كشف الستار عنها ومعرفة أسرارها وفلسفة مذاهبها، ثم تسربت كتبهم إلى خارج مجتمعهم الدرزي واستطاعت بعض مكتبات الدول أن تقتني بعض نسخ من هذه الكتب المقدسة السرية، وترجمت بعض هذه الكتب إلى اللغات الأوربية، ودرسها علماء أجلاء من الغرب ومن أبناء العربية، على نحو ما سنذكره في هذا الكتاب، ولكن يؤسفني أن أقول إن هؤلاء العلماء لم يستطيعوا أن يلموا إلماماً تاماً بمدلول المصطلحات التي زخرت بها كتب العقيدة الدرزية فلم يوفق هؤلاء العلماء التوفيق الذي كنت أرجوه لهم. وربما كان هذا هو السبب الذي دعا إلى أن يسألني بعض الأصدقاء في أن أضع كتاباً عن الدروز، وليس بعجيب أن يكون هؤلاء الأصدقاء من الدروز أنفسهم الذين صرحوا لي بأنهم لا يعرفون شيئاً عن عقيدتهم بالرغم مما هم عليه من ثقافة واسعة أهلتهم أن يشغلوا مراكز هامة في المجتمع، وهأنذا أجيب طلبهم وأقدم لهم هذا الكتاب الصغير البسيط الذي يشرح تاريخهم وعقائدهم، ويبعد عن الأساليب المنمقة التي يعشقها الكتاب الإنشائيون، ولم أشأ أن أناقش الآراء المذهبية بل عرضتها كما وردت في الكتب المقدسة في إيجاز شديد مع الإلمام بالأًصل الذي أخذ منه دعاة الدروز هذه العقائد، ولكني رأيت أن أجمل رأي الفاطمين في معبود الدروز وفي إلوهيته فنشرت هنا رسالة هامة هي رسالة مباسم البشارات بالإمام الحاكم، وقد سبق أن نشرت الرسالة الواعظة في نفي دعوى الوهية الحاكم.